مأساة الزهراء، شبهات... و ردود

السید جعفر مرتضی العاملی

جلد 1 -صفحه : 362/ 46
نمايش فراداده

، الذى يمتاز عن ثمر الدنيا

بنقائه و صفائه و خلوصه و طهره، و قد زادته فاطمة صفاء على صفاء، و طهرا على طهر، بما بذلته من جهد موفق من خلال معرفتها بالله، و ما نالته من اشراف على أسرار الخلق و نواميس الحياة، ففازت بالتأييد و التسديد و اللطف الالهى، فكانت المرأة المعصومة التى يرضى الله لرضاها، و يغضب لغضبها، حتى باتت سيدة نساءالعالمين من الأولين و الآخرين، الى غير ذلك من أمور دلت على أن لها (ع) ارتباطا وثيقا بالغيب، و مقاما و موقعا، و كرامة الهية، لا تنالها عقولنا، و لا تصل اليها أفهامنا.

فيتضح مما تقدم: أنه اذا تجسد هذا لاغيب برموز معينة، كأنبياء الله، و أصفيائه، و أوليائه و اصحاب كراماته، و بما لهم من مآثر و كرامات، و برموز كثيرة أخرى، فان قلوبنا ستحتضنها و ستحتضن معها الغيب المودع فيها لتكون محور الايمان و معقد القلب لتعيش حالة السكينة و الرضا أرواحنا، و لتحنو عليها مشاعرنا، فتدغدغ أحاسيسنا، و يكون العلم بذلك كله ينفع من علمه، و الجهل به يضر من جهله بدرجة كبيرة و خطيرة.

و ليس بالضرورة أن يستتبع اختلاف مفردات تجسيد الغيب فى الاشخاص كالانبياء و الأوصياء و الأولياء تفاضلا لهذا على ذاك أو بالعكس، اذ قد تكون طبيعة المرحلة، أو ظروف معينة هى التى فرضت هذه الخصوصية الغيبية هنا و تلك هناك.

أما التفاضل فله معابيره الخاصة به، التى نطق بها القرآن العظيم، و الرسول الكريم

فان مقامات الانبياء و الاوصياء درجات، بحسب درجات معرفتهم التى تستتبع مزيدا من الخلوص و الخشية، و الجهد، و القرب الى الله، و نيل درجات، و الرضا و الزلفى.