( 49 )
أهل البيت عليهم السلام .
منه ما رواه أبو بصير عن أبي جعفر الباقر ، أو أبي عبدالله الصادق عليهما السلام قال : سألته عن قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ... ) ما الروح؟ قال :
« التي في الدواب والناس » . قلت : ما هي ؟
قال : « هي من الملكوت من القدرة »(1).
ويستفاد من أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى : ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) عدّة معانٍ ، أشهرها :
الأول : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ماهية الروح ، فأجابت الآية بكون الروح من سنخ الأمر ، ثمّ عرّف سبحانه أمره في قوله : ( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (2)
فبيّن أن أمره تعالى من الملكوت ومن القدرة ، وهو قوله للشيء (كن) ، وهي كلمة الايجاد والحياة التي يلقيها إلى الأشياء فتكون ويحييها بمشيئته ، دون توسط الأسباب الكونية الأخرى بتأثيراتها التدريجية ، ومن غير اشتراط قيد الزمان والمكان ، ويدلّ عليه قوله تعالى : ( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )
(3)فاتضح أن الآية قد بينت أنّ ماهية الروح من سنخ الأمرالذي ذكرناه(4).
الثاني : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ماهية الروح ، فأجابت الآية : ( الرُّوحُ مِنْ
1) تفسير العياشي 2 : 317/163 ـ المكتبة العلمية الإسلامية ـ طهران. 2) سورة يس : 36/82 ـ 83. 3) سورة القمر : 54/50. 4) راجع : الميزان / الطباطبائي 1 : 351 و12 : 206 و13 : 196 ـ 198.