( 48 )وقد أعرضنا عن ذكر أقوالهم وآرائهم المختلفة مكتفين ببحث معاني الروح الواردة في التنزيل العزيز والسنة المطهرة ، وبذكر ما قيل في تجرد الروح عن ماهية المادة وصفاتها ، واستقلالها خالدةً بعد الموت رغم اضمحلال البدن وتلاشيه ، لما لهذا البحث من أثر في معرفة حقيقة المعاد.
الروح في القرآن والحديث
غاية ما قيل في الروح : إنها ما يقوم به الجسد ، ويقوى على الإحساس والحركة والارادة ، ولفظها في اللغة يذكر ويؤنث(1).وقد تكرّر ذكرها بهذ المعنى وغيره في آيات كثيرة مكية ومدنية ، وفي ما يلي نذكر بعضها مرتّبةً حسب معانيها ، مع ما جاء فيها من الحديث والأثر :1 ـ الروح التي هي سبب الحياة : قال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )(2)وللمفسرين في هذه الآية عدة أقوال(3) ، أظهرها أن المراد بها روح الحيوان التي بها قوام الجسد ، ويساعد على ذلك سبب النزول(4) ، وبعض الحديث الوارد عن1) راجع : لسان العرب / ابن منظور ـ روح ـ 2 :463 ـ 464.2) سورة الاسراء : 17/85.3) راجع : تفسير الرازي 21 : 38 ، روح المعاني / الآلوسي 15 : 152. ، مجمع البيان / الطبرسي 6 : 675 ـ دار المعرفة ـ بيروت ، الميزان / الطباطبائي 13/199.4) راجع : مجمع البيان / الطبرسي 6 : 674 ، روح المعاني/ الآلوسي 15 : 152.