الفصل الرابع :
مـنازل المـعاد في سلّم حركة الإنسان من لدن موته حتى لقائه ببارئه ، يرتقي عدة مرتقيات صعبة ، ويمرّ في عقبات مهولة ، تبلغ من الشدّة والفظاعة بحيث لو قيست بالموت مع شدّة غمراته ، لكان إزاءها أمراً هيّناً يسيراً.قال الإمام الصادق عليه السلام : « إنّ بين الدنيا والآخرة ألف عقبةٍ ، أهونها وأيسرها الموت »(1).وفيما يلي نبيّن بايجاز المنازل التي يقطعها الانسان في طريقه إلى المعاد ضمن خمسة مباحث :المبحث الأول : الموت وغمراته
الموت هو أول منازل الطريق إلى المعاد ، وأول مشاهد النشأة الآخرة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « الموت القيامة ، إذا مات أحدكم فقد قامت قيامته ، يرى ما له من خيرٍ وشرّ »(2). وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « الموت باب الآخرة »(3) .ويراد به قبض الروح وقطع تعلّقها بالبدن ، أو الانتقال من نشأة الحياة الدنيا إلى نشأة الحياة الآخرة ، وهو من فعل الله تعالى ، قال تعالى :1) من لا يحضره الفقيه / الصدوق 1 : 80/362 ـ دار الكتب الإسلامية ـ طهران.2) كنز العمال / المتقي الهندي 15 : 548/42123.3) غرر الحكم / الآمدي 1 : 23/371.