الفصل الثالث : حقيقة الروح والمـعاد
المبحث الأوّل : حقيقة الروح وتجرّدها
حقيقة الروح غامضة من الحقائق المسلّمة أن روحك التي بين جنبيك هي أقرب الأشياء إليك وأشدّها لصوقاً بك ، إلاّ أن حقيقتها غيبية مجهولة ، لم يستطع العقل البشري أن يتوصل إلى معرفة أسرار كنهها واستجلاء ماهيتها.ومن هنا تعدّدت آراء الفلاسفة ونظريات المتكلمين في ماهية الروح ، وهل هي عرض أو جوهر(1) ، وفي نشأة الروح وهل هي قديمة أو حادثة ، وفي علاقة الروح بالبدن ومحلّها منه وتعلّقها به ، وفي خلودها بعد الموت ، وحقيقة سعادتها وشقاوتها ، وغيرها من المباحث الكثيرة(2).1) العرض : الموجود الذي يحتاج في وجوده إلى موضع يقوم به ، والجوهر : ما قام بنفسه ، راجع : تجريد الاعتقاد / نصير الدين الطوسي : 143 ـ مكتب الاعلام الإسلامي ، دستور العلماء / القاضي الأحمدنگري 1 : 198 و418 ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت ، المقابسات / أبو حيان : 259 ـ دار الأدب ـ بيروت.2) راجع : الروح / ابن القيم : 129 و158 و195 ـ دار القلم ـ بيروت ، تفسير الرازي 21 : 40 ـ 53 ، روح المعاني / الآلوسي 15 : 155 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت ، بحار الأنوار 61 : 1 ـ 150 ، دائرة معارف القرن العشرين / محمد فريد وجدي 4 : 340 ـ 346 ـ دار الفكر ـ بيروت.