( 7 )
المقدمة
الحمد لله ربّ العالمين ، وأفضل الصلاة وأتمّ التسليم على خير الأنام محمد المصطفى وآله الهداة المعصومين الأكرام.. وبعد..إنّ الإيمان بالمعاد يعدّ أحد أهم اُصول العقيدة الإسلامية وأركانها الأساسية الثابتة في القرآن الكريم والسنّة المطهرة ، فضلاً عن دلالة العقل السليم على ثبوت حقيقة المعاد وحتمية الحياة الآخرة.ومن قبل اتفقت الشرائع السماوية جمعاء على تأصيل هذا المبدأ العقائدي ، وتحمّل الأنبياء والرسل ، في مختلف مراحل التاريخ ، المتاعب الجمّة والتحديات الكثيرة ، على طريق ترسيخه في نفوس أقوامهم.إنّ التفكّر في خلق السماوات والأرض ، وخلق مفردات هذا الكون الفسيح ونظامه الكامل المنسجم ، يقودنا إلى الايمان بالقدرة العظيمة ، لبديع السماوات والأرض ، على إحداث النشأة الثانية ، كما أحدث النشأة الأُولى من العدم ، لأنّ من قدر على الابتداء فهو على الاعادة أقدر ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالاََْرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى )(1)وعبّر أمير المؤمنين عليه السلام عن ذلك بقوله : « عجبت لمن أنكر النشأة الآخرة ، وهو يرى النشأة الاُولى! »(2).وعليه فالموت ، ذلك القادم الذي سيحلّ بنا وشيكاً كما حلّ بمن قبلنا ، ليس هو العدم والفناء ونهاية قصة خلق الإنسان ، خليفة الله المكلّف بالعبودية والطاعة لله ،1) سورة الأحقاف : 46/33.2) غرر الحكم / الآمدي 2 : 35/3 ـ مؤسسة الأعلمي ـ بيروت.