توصّل علماء الغرب إلى نتائج باهرة على صعيد إثبات عالم الروح وصحة خلودها وتجردها عن صفات المادة ، ليس على أساس فلسفي يقوم على النظر والاستدلال ، بل على أساس علمي تجريبي لا يتطرق إليه أدنى شكّ ، فنُسِفت على أيديهم صروح المذهب المادي ، وطُعِن طعنة نجلاء لايرجى له بعدها شفاء ، وذلك من خلال علمي استحضار الأرواح والتنويم المغناطيسي اللذين فتحا إلى عالم الروح آفاقاً جديدة ، غيّرت الكثير من العلماء الماديين الجاحدين لعالم الروح إلى مؤمنين بعالم الغيب موقنين بخلود النفس.وكلا العلمين المتقدمين كان معروفاً منذ القدم ، فقد كان يعرفه المصريون القدماء والآشوريون والهنود والرومان وغيرهم ، ولكنه كان لا يتعدّى المعابد ولا يشتغل به إلاّ رجال الدين ، وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي شاع هذان العلمان في أمريكا واُوربا ، وانتشرا على نطاق واسع في أنحاء المعمورة ، وأصبحا من العلوم المعترف بها عند أساتذة الجامعات وأساطين الدراسات العالية ، وأضفوا عليهما روحاً علمية جديدة ، وفي ما يلي نذكر طرفاً من الجهود العلمية في كلا العلمين.