( 110 )للكافرين ) (1) و ( يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة ) (2)و(عندها جنة المأوى)(3) وجنة المأوى هي دار الثواب ، فدلّ على أنها مخلوقة الآن في السماء.واحتج أبو هاشم بقوله تعالى : ( كل شيء هالك إلاّ وجهه ) (4)فلو كانت الجنة مخلوقة الآن ، لوجب هلاكها ، والتالي باطل ، لقوله تعالى : ( اُكلها دائم ) (5).وأجاب العلاّمة عن ذلك بقوله : إن دوام الأُكل إشارة إلى دوام المأكول بالنوع ، بمعنى دوام خلق أمثاله ، وأُكل الجنة يفنى بالأكل ، إلاّ أنه تعالى يخلق مثله ، والهلاك هو الخروج عن الانتفاع ، ولا ريب أنّ مع فناء المكلفين تخرج الجنة عن حدّ الانتفاع ، فتبقى هالكة بهذا المعنى(6).
المبحث الثالث : أشراط الساعة
معناها اللغوي : الأشراط في اللغة : جمع شَرَط ، ويراد به العلامة ، وأشراط الساعة : أعلامها ، أو علاماتها الدالّة عليها ، وعن ابن عباس رضي الله عنه : معالمها ، قال تعالى : ( َهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً1) سورة البقرة : 2/24 .2) سورة البقرة : 2/35.3) سورة النجم : 53/15.4) سورة القصص : 28/88.5) سورة الرعد : 13/35.6) كشف المراد / العلامة الحلي : 453 ، وراجع شرح المواقف / الجرجاني 8 : 301 ـ 303.