أثر الخالد فی الولد والوالد

السید علی بن الحسین العلوی؛ ناظر: عادل العلوی

نسخه متنی -صفحه : 191/ 13
نمايش فراداده

الانس بالولد

لاشكّ و لاريب في أن الانسان يأنس ببعض الأشياء المطبوعة ، حيث تتماشى مع طبيعته ، كذلك لاشك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده ، فبعضها تطابث ذوقه مأة بالمأة ، وبعضها الآخر أقل من الأول ، وهكذا ، هذا كله من الغرائز الأولية والفطرية للبشر . ثم ان الناس يختلفون حسب اختلاف أذواقهم ، فتري الشيء المحبوب عند هذا لم يكن محبوبا عند الآخرين ، والمرغوب عند الآخر لم يرغب فيه بعضهم ، والمثل السائر يقول : لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع .

ومن الجدير بالذكر : أنّه مع اختلاف اذواقهم ، وروحيّاتهم ، وأوضاعهم ، وبيآتهم ، كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات - وهو الأنس بالولد ـ فالكبير والصغير ، والغني والفقير ، والأبيض والأسود ، والشريف والوضيع ، كل يأنس بطفله ، ويراه ابدع المخلوقات . يقال أنّه : قيل للغراب : جئنا بأجمل الفراخ،فجاء بفرخه،في حين أن فرخ الغراب من اقبح الفراخ،فقسّ على هذا : فعلل وتفعلل.

1 ـ أبو علي الأشعري ، عن محمد بن سالم ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر عن أبي عبدالله (عليه السلام) ، قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال يا رسول الله أنّي راغب في الجهاد ، نشيط ، قال : فقال له النبي صلي الله عليه وآله وسلم : فجاهد في سبيل الله فانك ان تقتل تكن حيّا عند الله ترزق وان تمت فقد وقع أجرك على الله ، وان رجعت ، رجعت من الذنوب كما ولدت ، قال : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله الكرام البرره ) ان لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ، ويكرهان خروجي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله الطاهرين : فقر مع والديك ، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة .... الكافي ج2, ص 128 , باب البر , الحديث 10 .