الولد نعمـة
يهنأّ الانسان على نعم الله تبارك وتعالى، وأي نعمه اكبر وأعظم من ولد يهبه المولى
الكريم جلّ جلاله لأبوين عطوفين حنينين ،
يتّبعا انفسهما في نشأه ونموهّ وتربيته ،
ويخافا عليه من أصغر حادث يريّبه اويؤذيه
الى أن يبلغ أشدّه . فياليته يفطن ويبرّ
بهما بعد تلك التي مضت ، وهو يسير الى
الرشد ، والتهاني تتر على أبويه . 1 ـ من أقوال امير المؤمنين صلوات الله
وسلامه عليه ، قال : في رجل هنّاه بولد شكرت
الواهب وبورك لك في الموهوب وبلغ اشدّه
ورزقت برّه ، جاء في كتاب درر الكلم ، حرف
الشين بلفظ شكر ، ص 183 .
الولد ريحـانه
الريحان زرع من الخضروات معطّر ، تميلاليه النفس وترتاح من شمّهة الروح . والولد
غصن شبّهوه بشطب الريحان ، فالأبوان لّما
ينظران الى ولدهما يستشمّا منه ما هو اعطر
من الريحان في المعنة ونفوسهما ، وما الذّ
من أن يكبر الولد ويمشي أمام ابويه ـ
لاسيما اذا كان صالحا ـ فقد نقل أن رجلا
جاء الى البيت الهاشمي يسئل عن رسول الله
صلى الله عليه وسلّم ، وكان بعده وفاته صلى
الله عليه وآله وسلم والرجل لايعلم فلما
علم حزن حزنا شديدا ، فقال له الحسين (عليه
السلام) روحي فداه ، معناه : أتريد أتنظر
الى من يشبه الرسول صلى الله عليه وآله ،
خلقا وخلقا ومنطقا ، فجاء به الى أن أراه
عليا الاكبر (عليه السلام) ، ففرح الرجل ،
ثم سئله الحسين صلوات الله عليه ، ايها
الرجل ما الذّ اللذائذ ؟
فقال :أن يكون
عندك ولد كهذا فيمشي أمامك ، ثم قال الحسين
(عليه السلام) ما أشدّ الأحزان فقال فقدك
كهذا الولد ، الى آخره ... لعن الله
الظالمين لكم ياآل محمّد صلوات الله
وسلامه عليكم أجمعين الى يوم الدين . 1 ـ قال النبي العظم صلى الله عليه وسلم :
الوالد ريحانة . وريحانتاي الحسن والحسين
عليهم صلوات الله تعالى ... غوالي الدرر حرف
الواو ، ص 168 .