التوكل في العمل لا في البطالة والكسل
( وقوّ لي ضعيفهم وأصح ...) أسألك يا إلهي أنيكون أولادي بالكامل اصحاء آقوياء
وأبراراً أتقياء ... وليس معنى هذا أن يهمل
الوالد شأن أولاده بالمرة ، ويترك تدبير
هم لله وهو واقف ينظر ويتفرج ، بل معناه أن
يأخذ للأمر هبته من أجلهم ويكافح بلا كلل
وملل ، في سبيلهم متوكلاً على الله
مستعيناً به في التوفيق وبلوغ الغاية ،
والله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملاً ،
كيف وقد أمر بالجهاد والنضال وقال فيما
قال :
" اعملوا فسيرى الله عملكم ـ 105 التوبة
" وندد بمن يعيش كلا على سواه في الآية 76 من
النحل . وما من شك أن من ترك الكدح والعمل مع طاقته
وقدرته بزعم الإتكال على الله ـ فقد تمرد
على أمره تعالى ، و وضع رأيه فوق مشيئة
الخالق وإرادته من حيث يريد أو لا يريد ،
وتوابر عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه
وآله وسلم) : (إعقلها وتوكل ) وقال حليم
قديم : إن الله سبحانه أمرنا بالتوكل عليه
في العمل لا في البطالة والكسل . وبكلام
آخر أن التربية من صنع الإنسان ، ولها أسس
وقوانين تماماً كالصناعة والزراعة
وغيرهما ، والإمام (عليه السلام) في دعائه
هذا يسأل الله سبحانه أن يهد له السبيل إلى
التنفيذ والقيام بما فرضه عليه من تربية
الأولاد والعناية بهم والكدح من أجنهم ،
وسبق الكلام عن ذلك في الدعاء رقم 20 وأيضاً
قد يأتي بأسلوب ثالث أو رابع .