أجهل الناس بالله
( وأدرر على يدي ارزاقهم ) ما داموا صغاراُوأطفالاُ حتى إذا بلغوا أشدهم معوا في
الارض أكلوا من كد اليمين . وفيه إيماء إلي
أنه ينبغي للإنسان أن يحتاط ويحترز من أن
يترك أيتاماً بلا مال ولا راع وكفيل ، وفي
الحديث : " إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن
تذرهم عالة يتكففون الناس " وقريب منه قوله
تعالى :
" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً
حتى يغنيهم الله من فضله ـ 33 النور ". وأجهل خلق الله بالله ودينه وسنته
وشريعته ، من ترك العلاج للشفاء ، والسعي
للرزق زاعماً ـ بلسان حاله وأفعاله ـ أنه
قد أخذ من الله عهداً أن يعطيه ما يحتاج
بمجرد نية التوكل دون أن يسرح ويتز حزح !
إن
الله سبحانه هو الذي يشفي المريض ، ما في
ذلك ريب ، ولكن بالعلاج ، ويطعم الجائع
ولكن بالسعي تماماً كما يخلق الحيوان من
النطفة والشجرة من النواة والليل والنهار
من دوران الارض ... وهكذا كل ما في السموات
والأرض من أسباب ومسببات ، تُرد إلى السبب
الأول الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى . أللّهُمّ اشْدُد بهِمْ عَضُدي ، وَأقِمْ
بِهِمْ
أوَدي ، وَكثّر بهِم عدَدَي ، وَزَيّنْ
بِهِم مَحَضري ،
وَأحيْ بهِم ذكَري ، واكفِني بِهِم في
غَيَبتي ،
وَاعنّي بِهِمْ عَلى حَاجَتي ،
وَاجْعلهُم لي مُحبيّنّ ،
وعَلَيَّ حَدبينَ مُقْبِلينَ مُستْقمينَ
لي ، مُطيعينَ غَيْرَ
عَاصينََ وَلا عَاقّينَ وَلا خَاطِئينَ ،
وأعِنَي عَلى تَربيِتهمْ وَتَأديبِهِمْ
وَبِرّهِمْ ، وَهَبْ
لي مِن لَدُنْك مَعَهُم أوْلاداً
ذُكُوراً ، وَاجعْعَل ذلِكَ
خَيْراً لي ، وَاجْعَلهُم لي عَوناً عَلى
ما سَألتُكَ .