جند العقل
انّ للعقل جنودا يحرسونه من الآفات ،ويساعدونه في الملمّات ، ولقد منّ الله
تعالى على العقل بهذه الجنود المجنّدة كي
لاتبقى عليه حجة ، وله الحجة البالغة
تبارك ، وتعالى وفي هاتيك الجنود ـ وقد
ذكرها المسعودي في كتابه اثبات الوصيّة ـ 1 ـ هو البر بالوالدين :
( اقول ) ثم بلغ عدد الجنود كما عدّها ( 81 )
جنديا كل منهم يكفي لأن يقود الانسان الى
شاطئ الخير والسلامة والسعادة .
الشّـكـر
من الواجب على كل ذي لبّ شكر المنعم وقداوجبه العقل والنقل . أما العقل : لاشك
ولاريب أنه يحكم بوجوب الشكر عند اسدآل
النعمة ، ومن لم يشكر المنعم فقد ظلمه .
وأما النقل : فقد جاء في الأخبار الكثيرة
ما يدل على وجود شكر المنعم ، وأنّ هل جزاء
الأحسان الاّ الاحسان ، وأن من لم يشكر
المخلوق لم يشكر الخالق . ثم من يستحق
الشكر بعد الله سبحانه وتعالى اكثر من
الوالدين ، فانهما السبب الظاهري في وجود
الانسان وأي نعمة هي أولى واكبر وأفضل من
نعمة الوجود وكان الانسان معدما لولا
اقتضاء حكمه الله عزّو جل جعل الابوين جزء
علة ايجاده ، فعليه يجب الشكر للوالدين
كما يجب لله تعالى . وهو القائل تعزّز
وتقدس : أن اشكر لي ولوالديك الىّ المصير (
لقمان ـ 14 ) . 1 ـ حدثنا محمّد بن علي ما جيلويه ( رض) قال:
حدّثني أبي عن احمد ين أبي عبد الله البرقي
، عن السياري ، عن الحارث بن ولهاث ، عن
ابيه ، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
قال: ان الله عزّ وجلّ أمر بثلاثة ، مقرون
بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكوة فمن
صلى ولم يزكّ لم تقبل منه صلاة ، وأمر
بالشكر له وللوالدين فمن لم يشكر والديه
لم يشكر الله ، وأمر باتقاء الله وصلة
الرحم فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عزوجّل
... الخصال باب الثلاثة ، ص123 الحديث