لا شك أن كل يريد المرأة وان كانت ثيبا ، وان من بعض الثيبات ذوات أولاد ، فهل يصلح للرجل أن يقدم على مثلها ؟ ... كلا ... يقول ارباب هذا الفن : ان النساء على ثلاث : الباكر ، وهي التي لم تر زوجا ، فان تزوجتها يكن حبّها جمتعه لك وحدك . الثيب ، وهي على قسمين : من رأت زوجا ولم تلد منه ، فانك ان تزوجتها يكن نصف حبها لك والنصف الآخر بقى عند الناكح الأول . ومن رأت زوجا وولدت منه ، فانك ان ابتليت بها لم تصب من حبها ذرة ، فانه انقسم نصفين : نصف للناكح والباقي لأولاده ، فما بقى لك شيئ الاّ وامر الصادرة منها ، والطعن عليك ومدح من قبلك ، وهذه الاخيرة تسمى اللفوت ـ يعني تلتفت الى فراخها ـ وليس لك منها ومن ولدها نصيب . فايّاك واحذر .
1 ـ حدثنا ابو الحسن محمد بن عمر البصري ، قال : حدثنا ابو الحسن على بن الحسن بن البندار التميمي الطبري باسفرانين في الجامع قال : حدثنا ابو نصر محمد بن يوسف الطوسي بطبران ، قال: حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن حشرم المروزي ، قال : حدثنا الفضل بن موسى السناني المروزي ن قال : قال ابو حنيفه النعمان بن ثابت: افيدك حديثاً طريفاُ لم تسمع اطرف منه ، قال : فقلت نعم ، قال ابو حنيفة :
اخبرني حماد بن أبي سليمان ، عن ابراهيم النخعي ، عن عبد الله بن نجيبه ، عن زيد بن ثابت ، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : يا زيد تزوجت ، قال : قلت لا قال صلى الله عليه و آله وسلّم تزوج تستعف مع عفتك ، ولاتتزوجن خمسا ، قال زيد : من هن يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ؟
... فقال رسول الله صلوات الله عليه وعلى اهل بيته الطاهرين : لا تتزوجن ، شهبرة ، ولا لهبرة ، ولا نهبرة ، ولا هيدرة ، ولا نقوتا ... فقال زيد : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، ما عرفت مما قلت شيئا ، واني بأمرهـنّ لجاهل ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : ألستم عربا ؟
أما الشهبرة فالزرقاء البذية ... وأما اللهبرة فالطويلة المهزولة .... وأما النهبرة فالقصيرة الذميمة ... وأما الهيدرة فالعجوز المدبرة ... وأما اللفوت فذات الولد من غيرك ... والخصال ، باب الخمسة ، ص 257 ، الحديث 98 .