جهاد الاکبر او جهاد النفس

سید روح الله الموسوی الخمینی

نسخه متنی -صفحه : 49/ 2
نمايش فراداده

الجهاد الأكبر أو جهاد النفس

تاليف

الإمام الخميني (قدس سره)

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان كائن من أكثر المخلوقات حيرة وتعقيداً.. كائن امتاز عن بقية الكائنات بفطرته وشخصيته المعنوية، فضلاً عن الغرائز الطبيعية والحيوانية والأحاسيس والمشاعر. إنه كائن مفكر وذو إرادة، يسخر عقله وجهده للبحث عن حلول للمعضلات التي تعترض طريقه من أجل حياة أفضل. وبموازاة بحثه وسعيه في هذا الطريق، يشيد تاريخه ويثري معارفه التي ورثها عمن سبقوه، ويمهد الطريق للأجيال القادمة لاكتشاف المجهولات وتسخير البيعة بنحو أفضل وأوسع.

وفي ظل سعي الإنسان لتحقيق ميوله ورغباته وكفاحه المرير للسيطرة على الطبيعة، كثيراً ما يتم ـ للأسف ـ إهمال حقيقة قيمة للغاية وهي جوهر الشخصية الإنسانية، وبتعبير آخر ذات الإنسان، وتجاهل تزكيتها وتهذيبها.. الإنسان الذي نعته بارئ الوجود بأشرف المخلوقات. وقد ورد عن مفسري الوحي الحقيقيين في معرفة الإنسان ذاته قولهم: "من عرف نفسه فقد عرف ربه".