جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أجل، إن تجاهل الأبعاد غير المتناهية لروح الإنسانية، وإهمال مواهبه وقدراته في طي مسير الكمالات والفضائل الأخلاقية؛ من الأمراض التي ابتليت بها معظم المجتمعات البشرية. وقد ضاعفت سيادة التكنولوجيا والحياة الآلية وسيطرة الماديين وعبدة الدنيا على حيز كبير من هذا العالم ـ من جهة ـ وعجز المذاهب والمدارس الفكرية عن تقديم نهج واضح وتفسير مطمئن عن حقيقة الإنسان وغايته ـ من جهة أخرى ـ ضاعفت من مسيرة التقهقر هذه و الابتعاد عن الذات والاغتراب عنها.

وفي هذا الشأن كان الأنبياء ودعاة التوحيد وحماة حريم المبادئ والقيم، وحدهم الذين جعلوا من تربية الإنسان هدفاً لجهادهم الطويل المتواصل، وأخذوا بناصية المجتمع الإنساني ـ بما ينسجم مع نور العقل ونداء الفطرة ـ على طريق الكمالات والقيم المتعالية. وإن ما خلده تاريخ الإنسان من مفاخر وقيم سامية وحضارات حقيقية، هو في الحقيقة كان ثمرة من ثمار هذه المجاهدات والتضحيات.

ولم تكن الثورة الإسلامية التي فجرها في عصرنا الحاضر رجل من رجالات الله، أمام حيرة ودهشة أنظار العالم.. لم تكن مجرد حركة سياسية أو انتفاضة شعبية انطلقت لإسقاط نظام متجبر ظالم؛ بل مثلث قبل ذلك انبعاثاً ثقافياً وأخلاقياً دعا الإنسان المعاصر المحبَط للعثور على فطرته الإلهية.

يقول مؤسس الجمهورية الإسلامية في وصيته الخالدة، عن ماهية الثورة العظيمة التي فجرها: "إن تحمل الأتعاب والمشاق والتضحيات والفداء والحرمان يتناسب مع مقدار عظمة الهدف وقيمته وعلو مرتبته. وإن الذي نهضتم أنتم أيها الشعب النبيل المجاهد من أجله، هو أعلى وأسمى وأثمن هدف ومقصد طرح ويطرح منذ بدء العالم في الأزل وحتى نهاية العالم إلى الأبد. إنه المدرسة الإلهية بمعناها الواسع، وعقيدة التوحيد بأبعادها السامية. إنه أساس الخلق وغايته في كل آفاق الوجود، وفي مراتب ودرجات الغيب والشهود. وهذا الهدف متجلّ في المدرسة المحمدية ـ على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام ـ بكل المعاني والدرجات والأبعاد. وإن كل مساعي الأنبياء العظام والأولياء الكرام ـ سلام الله عليهم ـ انصبت على تحقيق هذا الهدف، وبدونه لا يتيسر السبيل إلى الكمال المطلق ولا إلى الجلال والجمال اللامتناهيين. إنه هو الذي يجعل "الأرضيين" أشرف من "الملكوتيين"، وما يناله الأرضيون من الاتجاه نحوه، لا تناله الموجودات الأخرى في كل أرجاء الخليقة ما خفي منها وما ظهر".

/ 49