تحذير الحوزات - جهاد الاکبر او جهاد النفس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جهاد الاکبر او جهاد النفس - نسخه متنی

سید روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


لابد لكم من تهذيب أنفسكم، حتى إذا ما أصبح أحدكم رئيس قوم أو فئة، اشتغل في تهذيب نفوسهم أيضاً. حاولوا أن تخطوا على طريق إصلاح المجتمع وبنائه. ليكن هدفكم خدمة الإسلام والمسلمين. فإذا خطوتهم من أجل الله تعالى، فإن الله مقلب القلوب، يجعل القلوب تهفو إليكم: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً}(20).

فإذا ما جاهدتم في سبيل الله وضحيتم من أجله تعالى، فإنه سبحانه لم يترككم دون أجر وثواب. وإن لم يكن ذلك في هذه الدنيا فستحصلون عليه في الآخرة. وإذا لم تنالوا أجركم وثوابكم في هذه الدنيا فذلك أفضل لكم، لأن الدنيا لا تعني شيئاً ولا قيمة لها. فكل هذا الصخب والضجيج وهذه الاعتبارات سوف تنتهي خلال أيام معدودات وتمر من أمام عين الإنسان كالحلم؛ بيد أن الأجر الأخروي خالد ليس له نهاية أو حد.

تحذير الحوزات

من الممكن أن تحاول بعض الأيادي الخبيثة من خلال بث السموم ودعايات السوء، التقليل من أهمية البرامج التربوية والأخلاقية، وتصوير ارتقاء المنبر للوعظ والإرشاد على أنه يتنافى مع المكانة العلمية؛ وتحاول من خلال نسبتها صفة "المنبرية" للشخصيات العلمية المرموقة التي تمارس دورها في إصلاح الحوزات وتنظيمها، أن تحول دون تأدية واجبها. فقد تجد اليوم في بعض الحوزات من يعتبر ارتقاء المنبر عملاً مشيناً، غافلين عن أن الإمام أمير المؤمنين (ع) كان منبرياً، وكان يعظ الناس ويرشدهم من على المنابر.. كان يوعيهم ويرشدهم ويوجههم. كما أن سائر الأئمة (ع) كانوا يفعلون ذلك أيضاً.

لعل عناصر خفية تشيع هذه الأفكار الخبيثة في حوزاتنا لكي تجردها من المعنويات والأخلاقيات، فتمسي حوزاتنا وضيعة ومنحطة ينتشر فيها النفاق وتسيطر على أفرادها الأنانية وتتسع رقعة الاختلاف، وينشغل أفرادها بمحاربة بعضهم بعضاً، وينقسمون أحزاباً وشيعاً يكذب كل منهم الآخر ويوجه إليه التهم والإهانات، ويسقط بعضهم بعضاً، لمكي يتمكن الأجانب وأعداء والإسلام من التطاول على الحوزات ويسددوا ضربة قاصمة لها والقضاء عليها.

فالأعداء والسيئون يعلمون أن الحوزات تتمتع بدعم وتأييد الشعوب. ومادام هذا الدعم والتأييد قائمين فمن غير الممكن سحق الحوزات والقضاء عليها أبداً. ولكن عندما يفقد رجال الحوزات وطلابها المباني الأخلاقية والآداب الإسلامية، ويصبح شغلهم الشاغل تسقيط بعضهم بعضاً، ويتحولون إلى جماعات متنافرة ومتناحرة لا تتورع عن الأعمال اللاأخلاقية والقبيحة، فمن الطبيعي أن تسوء نظرة الأمة الإسلامية إلى الحوزات الدينية وعلماء الدين، وتسحب دعمها وتأييدها لها، وفي النهاية يفتح الطريق أمام الأعداء لتحكيم سلطتهم وتسديد ضرباتهم. وإذا ما كنتم ترون الحكومات تخشى علماء الدين والمراجع ويحسبون لهم حساباً، فهو لأنهم يتمتعون بدعم وتأييد الشعوب، وفي الحقيقة أن الحكومات تخشى الشعوب، ولهذا فهي تحتمل إذا ما أهانت وتجاسرت وتعرضت إلى أحد علماء الدين، أن ذلك سوف يثير سخط الأمة ويفجر غضبها ضدها.. ولكن إذا ما كان علماء الدين مختلفين فيما بينهم ويسيء بعضهم لبعض، ولم يكونوا متأدبين بآداب الإسلام، فإنهم سيفقدون اعتبارهم ويخسرون ثقة الأمة بهم(21).

/ 49