حتى متى تريدون أن تظلوا تغطون في نوم الغفلة، ومنغمسين في الفساد والضياع؟.. اتقوا الله.. اخشوا عاقبة الأمور.. أفيقوا من غفلتكم.. إنكم لم تفيقوا بعد ولم تخطوا الخطوة الأولى. إن "اليقظة" تمثل الخطوة الأولى في السلوك. ولكنكم مازلتم تغطون في نوم عميق. فلو لم تكن الأفئدة ملوثة بنوم الغفلة، والقلوب اسودت وصدئت نتيجة للذنوب، لما كنتم هكذا غير مبالين وغير مهتمين، تواصلون الأعمال والأقوال المشينة. فلو فكرتم قليلاً بأمور آخرتكم وعقباتها الكأداء لأوليتم اهتماماً أكبر للمسؤوليات الجسام الملقاة على عواتقكم. إن وراءكم حساباً، كما أن أمامكم معاداً وقيامة (فلستم كسائر الكائنات التي لا معاد لها ولا حساب عليها). فلماذا لا تتعظون؟ لماذا لا تفيقون وتتيقظون؟ لماذا تخوضون مطمئنين في الاغتياب والإساءة إلى إخوتكم المسلمين أو تستمعون إلى ذلك؟. هل تعلمون أن هذه الألسن التي تمتد لاستغابة الآخرين، سوف تداس بأرجل الآخرين يوم القيامة؟ هل تعلمون أن الغيبة إدام كلاب النار(49). هل فكرتم أصلاً في العواقب الوخيمة السيئة لهذه الاختلافات والعداوات والحسد وإساءة الظن والأنانية والغرور والتكبر؟ هل تعلمون أنه من الممكن أن تكون جهنم عاقبة هذه الأفعال الدنيئة المحرمة وتقود إلى الخلود في نار جهنم؟ لا قدر الله أن يبتلى الإنسان بأمراض لا تبدو آلامها. إن الأمراض المؤلمة تدفع الإنسان لأن يفكر بعلاجها، فيذهب إلى مراجعة الطبيب أو المستشفى. بيد أن المرض الذي لا يرافقه الألم ولا يشعر الإنسان بتبعاته، مرض خطر لأنه عندما يتنبه الإنسان إليه يكون قد فات الأوان واستحال العلاج. والأمراض النفسية هي من هذا النوع. فلو كانت مصحوبة بالألم المباشر لحرّكت المصاب ودفعته إلى معالجتها. ولكن ماذا نفعل؟ ماذا نفعل مادامت هذه الأمراض لا يحس بآلامها رغم خطورتها؟