بیشترلیست موضوعات الجهاد الأكبر أو جهاد النفس تاليف مقدمة الحوزات العلمية نصيحة إلى طلبة العلوم الدينية أهمية تهذيب النفس وتزكيتها تحذير الحوزات العناية الإلهية لمحات عن المناجاة الشعبانية حجب النور والظلام مرحلة العلم والإيمان الخطوة الأولى في التهذيب تحذير آخر أقوال مختارة توضیحاتافزودن یادداشت جدید إن هذه الاختلافات خطيرة وتترتب عليها مفاسد لا تعوض. إنها تسيء إلى الحوزات العلمية وتدمرها، كما أنها تفقدكم مكانتكم الاجتماعية وتحقركم في عيون المجتمع.. إن هذه التحزبات والفئويات لا تنتهي بضرركم فحسب، ولا تسيء إلى سمعتكم وحدكم؛ بل تسيء إلى سمعة المجتمع وكيانه.. تسيء إلى الأمة وإلى الإسلام. وإن المفاسد التي تترتب على اختلافاتكم ذنوب لا تقبل العفو والغفران، وهي عند الله تبارك وتعالى أعظم من كثير من المعاصي، لأنها تفسد المجتمعات وتفتح الباب واسعاً أمام تسلط الأعداء وبسط نفوذهم. فليس مستبعداً أن تعمل أيادٍ خفية على إيجاد الفرقة والاختلاف لتداعي أركان الحوزات العلمية، وزرع النفاق والشقاق، وتسميم الأفكار والأذهان حتى يصبح التكليف الشرعي مشوباً بالنزاعات مثقلاً بالاختلافات، وبذلك يوجدوا الفساد في الحوزات، وبهذه الوسيلة يتم تسقيط الأشخاص الذين يعلق الإسلام عليهم الآمال، لكي لا يكون بمقدورهم خدمة الإسلام والمجتمع الإسلامي في المستقبل. يجب أن تكونوا واعين يقظين. لا تجعلوا أنفسكم ألعوبة بيد الشيطان؛ كأن يقول أحدكم: إن تكليفي الشرعي يقتضي كذا، ويقول الآخر: إن تكليفي الشرعي عكس ذلك. ففي بعض الأحيان يتولى الشيطان نسج التكاليف الشرعية للإنسان ويملي عليه واجبات معينة، وفي أحيان أخرى تدفع الأهواء النفسية الإنسان لأداء بعض الأعمال على أنها واجب الشرعي. فليس من الواجب الشرعي أن يهين مسلم مسلماً. ليس من الواجب الشرعي أن يسيء المسلم إلى أخيه في الدين. إنه حب الدنيا وحب النفس. إن الإيحاءات الشيطانية هي التي توصل الإنسان إلى هذا اليوم الأسود. إن هذا التخاصم تخاصم أهل النار: {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار}(23). ففي جهنم مكان للخصومات والنزاعات. أهل جهنم يتنازعون ويتخاصمون ويتكالبون فيما بينهم. فإذا ما تنازعتم على الدنيا فاعلموا أنكم تعدون جهنم لأنفسكم وتسيرون نحوها. الأمور الأخروية لا صراع عليها ولا اختلاف فيها. فأهل الآخرة يعيشون مع بعضهم في سلام وصفاء، قلوبهم مفعمة بحب الله وعباده، ذلك أن حب الله تعالى يقود إلى حب الذين يؤمنون بالله. وإن محبة عبادة الله هي ظلال محبة الله تعالى. فلا تؤججوا النار بأيديكم.. لا تضرموا نار جهنم. إن نيران جهنم تتأجج بوحي من أعمال الإنسان وأفعاله القبيحة. قال (ع): "جُزْنا وهي خامدة"(24). فإذا لم يفعل الإنسان ما يحرك نار جهنم ويؤججها فإن جهنم خامدة.. إن باطن هذه الدنيا جهنم، وإن الإقبال على الدنيا إقبال على جهنم ولعب بنارها. ولا يدرك الإنسان هذه الحقيقة إلا حين ينتقل إلى الدار الآخرة عارياً وتسقط الحجب، حينها يدرك أن {ذلك بما قدمت أيديكم}(25)، {ووجدوا ما عملوا حاضراً}(26). فكل ما يصدر عن الإنسان في هذه الدنيا يجده أمامه في العالم الآخر يتجسم له. قال تعالى: {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}(27).