لقد مدح سبحانه و تعالي رسوله الأعظم(ص) بقوله: «و إنك لعلي خلق عظيم» و كان الرفق منشمائله العالية، و فضيلة من فضائل رسالته لعلي خلق عظيم» و كان الرفق من شمائله العالية، و فضيلة من فضائل رسالته السامية، و هو من أكبر مظاهر خلقه العظيم «ولو كنت فظاغليظ القلب لا نفضوا من حولك» لهذا نراه(ص) قد حبب للمسلمين الرفق لأنه روح التربية المحمدية، فقال(ص): «لو كان الرفق خلقا يري ما كان فيما خلق الله شيء أحسن منه».
«لكل شيء قفل و قفل الإيمان الرفق» و عنه أيضا: قال رسول الله(ص): «ان الله رفيق يحب الرفق و يعطي علي الرفق مالا يعطي عليالعنف». و قال رسول الله(ص): من كنان رفيقا في أمره نال ما يريده من الناس» و قال(ص): «إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق» و قال(ص): «من أعطي حظه من الرفق أعطي من خيرالدنيا و الآخرة، و من حرم حظه من الرفق حرم حظه من خير الدنيا و الآخرة، و عن جرير رضي الله عنه قال: قال رسول الله(ص): «من يحرم الرفق يحرم الخير كله» و عن عائشة رضي اللهعنها قالت: قال رسول(ص): «إن الرفق ما كان فطي شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه» و قد ورد في الآثر «إن الله رحيم و إنما يرحم من عباده الرحماء» و قال بعض الحكماء : إنمن الناس من تفسد إنسانيته فيصبح غير إنسان، و قدا أشار سبحانه و تعالي إلي ذلك بقوله: «لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا و عملواالصالحات».
و آمعنت السنة النبوية الكريمة في الايصاء بالحيوان و الرفق المتناهي بالبهائم و الرحمة العظيمة بالعجماوات و من سيرته الشريفة في ذلك:
مر صلي الله(ع)علي قوم وقوف علي ظهور دوابهم ورواحلهم يتنازعون الأحاديث. فقال (ص): «لا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق و الآسواق فرب مركوب خير من راكبه» فنهي(ص) أن يجعل الحيوانالمتصرف، بمنزلة الجماد الثابت، والشيء النابت.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : «لا تتخذوا ظهور دوابكم منابر إنما سخرها الله لكملتبلغكم إلي بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأ نفس، و جعل لكم الأرض، فعليها فاقضوا حاجتكم».(1)
و عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنه(2) قال: كان أحبّ ما استتر به رسول اللهصلي الله عليه وسلم عليه و سلم لحاجته هدف أو حائش نخل(3) فدخل حائطآ لرجل من الأنصار فإذا فيه جمل فلما رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم حنّ و ذرفت عيناه، فإذا فيه جملفلما رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم حنّ و ذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلي الله عليه وسلم و سلم فمسح ذفراه(4) فسكت فقال: من ربّ هذا الجمل؟ فقال فتي من الأنصار: هو لي يارسول الله. فقال: افلا تتقي الله في هذه الهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تجيعه و تدئبه».(5)
و رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم قرية نمل قد أحرقت، فقال:من أحرق هذه؟ فقال من معه: نحن، قال: (إنه ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار)(6)
و عن عائشة رضي الله عنها قالت: ركبعت بعيراً فيه صعوبة فجعلت أردده، فقال صلي الله عليهوسلم: (عليكِ بالرفق).
(1) أخرجه أبو داود. (2) أخرجه أبو داود. (3) حائش النخل أو الشجر: ما اجتمع منه. (4) ذفري البعير؛ الموضعالذي يعرق من قفاه خلف أذنيه و يجعل فيه القطران، و هما ذفريان. (5) تدئبه: تتعبه بكثرة استعماله. (5) أخرجه أبو داود.