(107)
ثم تلا قوله تعالى : ( إنْ هُم إلاّ كالاَنعام بل هُم أضَلُّ سبيلاً ) (1) .
كما تجلّى موقفه الحاسم هذا في نهيه عن التعامل مع الفطحية والواقفة ولم يجوّز الصلاة خلف أحدهم (2) .
وفي إطار البحوث العقائدية ردّ الاِمام الجواد عليه السلام على جملة وافية من الاَحاديث الموضوعة في فضائل بعض الصحابة ، التي روّج لها بنو أُمية منذ زمان معاوية بن أبي سفيان ، وصرفوا الاَموال الطائلة في سبيل وضعها ونشرها ، وذلك لبلوغ أهدافهم السياسية والمحافظة على أركان ملكهم واستمرار تسلطهم غير المشروع على الخلافة الاسلامية .
فقد روي أن ابن أكثم ناظر الاِمام أبا جعفر عليه السلام بمحضر المأمون وجماعة كبيرة من أركان دولته وخاصته ، فقال يحيى للاِمام عليه السلام : ما تقول يابن رسول الله في الخبر الذي روي أن جبرائيل نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال :
يا محمد إنّ الله يقرؤك السلام ، ويقول لك :
سل أبا بكر هل هو راضٍ عني ، فإنّي راضٍ عنه ؟ فقال عليه السلام : « لست بمنكر فضل أبي بكر ، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع : قد كثُرت عليَّ الكذابة وستكثر ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به . وليس يوافق هذا الخبر
1) سورة الفرقان : 25 | 44 . 2) راجع : تهذيب الاَحكام 3 : 28 | 98 .