الفرق المنحرفة:
في رجال الكشي عن علي بن مهزيار قال : ( سمعتُ أبا جعفر عليه السلام يقول ـ وقد ذُكر عنده أبو الخطّاب (2) ـ : « لعن الله أبا الخطّاب ، ولعن أصحابه ، ولعن الشاكّين في لعنه ، ولعن من وقف فيه ، وشك فيه . . . » (3) .وبالاِضافة إلى لعن الاِمام عليه السلام لاَبي الخطّاب وأصحابه ، فإنّه عليه السلام وقف موقفاً حاسماً من الفرقة الواقفية وغيرها . فقد أورد الكشي بسنده عن محمد بن رجاء الحنّاط ، عن محمد بن علي الرضا عليه السلام أنّه قال : « الواقفة حمير الشيعة » .1) اُصول الكافي 1 : 116 | 7 . وراجع : التوحيد | الصدوق : 193 .2) أبو الخطّاب : هو محمد بن أبي زينب مقلاص الاَسدي الكوفي الاَجدع . كان في بادئ أمره من أصحاب الاِمام الصادق عليه السلام ، ثم انحرف عن خط أهل البيت عليهم السلام ، بل وعن الدين ، فأخذ ينسب أباطيله وعقائده الفاسدة إلى الاِمام الصادق عليه السلام كذباً وزوراً ، وتبعه عدد من المضلّلين والنفعيين حتى شكّلوا فرقة سمّيت فيما بعد بالخطّابية . من عقائدهم زعموا أن الصلاة والصيام والتكاليف الاُخرى ، والخمر والزنا والسرقة وغيرها هي أسماء رجال ، والآيات القرآنية الآمرة بأداء تلك الاَعمال والناهية عنها ، إنّما هي آمرة بمحبة أولئك الرجال أو النهي عن محبتهم فقط . كما أظهروا كثيراً من البدع والضلالات والاِباحات ، حتى وصل بهم الاَمر إلى الدعوة إلى نبوّة أبي الخطاب .بعث إليهم والي المدينة جيشاً ـ بعد أن استفحل أمرهم ـ فقاتلوهم حتى أبادوهم عن آخرهم إلاّ رجلاً واحداً منهم نجا من القتل .3) اختيار معرفة الرجال : 528 | 1012 .