الفصل الثاني
الحالة السياسية في عصر الإمام عليه
السلام
تميّزت الفترة الزمنية التي عاشها الاِمام الجواد عليه السلام بعد استشهاد والده الاِمام الرضا عليه السلام ؛ بهدوء سياسي نسبي ، بعد أن تمّ تصفية الحساب في وقت سابق بين الاَخوين العباسيين الاَمين والمأمون بمقتل الاَول ( 25 محرم 198هـ ) ، وتفرّد الثاني بالسلطة السياسية ، وقد خلا له الجو من المنافس السياسي سوى الاِمام الرضا عليه السلام ، الذي كان يتصدّر الزعامة الروحية والاجتماعية للمجتمع الاِسلامي ، وسوى بعض الثورات والانتفاضات العلوية هنا وهناك ، والتي سرعان ما قُضي عليها بحنكة سياسية ، ودهاء ماكر ، وقوة عسكرية حاسمة ، ثم دُبّر أمر تصفية الاِمام الرضا عليه السلام في آخر صفر (1)سنة 302 هـ ، بمكيدة ودهاء تامّين ، الاَمر الذي جنّب المأمون أيّ مشكلة سياسية ذات بال تواجه استقرار الحكومة .أما اضطرابات بغداد وانفصالها عن سلطة المأمون ، ومبايعة عمّه إبراهيم 1) تاريخ الطبري 7 : 150 . والشذرات الذهبية | ابن طولون : 98 وفيه : آخر صفر سنة اثنتين ومئتين . وفي التنبيه والاِشراف | المسعودي : 303 : في أول صفر؛ لكنه في إثبات الوصية : 182 ، قال : مضى ـ صلّى الله عليه ـ في سنة اثنين ومئتين من الهجرة في آخر ذي الحجة . وروي أنّه مضى في صفر ، والخبر الاَول أصح .