امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ

السید عدنان الحسینی

نسخه متنی -صفحه : 143/ 70
نمايش فراداده

(73)

وهكذا جميع الاَئمة عليهم السلام كلّ له دوره المتميز ، وهم متحدون في الصفات والاَهداف ، ومنهم إمامنا الجواد عليه السلام الذي لا يختلف عن آبائه المعصومين عليهم السلام ، إنّما تميزوا باختلاف أدوارهم ، وتنوع مواقفهم حسب ظروف المرحلة التي مرّوا بها وطبيعتها .

ورغم قصر عمر أبي جعفر الثاني ، فقد تميزت حياته بدور فاعل ومؤثر في حركة المجتمع خاصة وأنه مهّد الطريق ، وهيأ الاَجواء لثلاثة أئمة أتوا من بعده كانت ظاهرة صغر السن بالنسبة إلى بعضهم تشكّل أمراً بالغ الخطورة ، خاصة في قضية الاِمام القائم محمد بن الحسن المهدي عليه السلام .

وسوف نلمس العطاء الفكري والعلمي للاِمام الجواد عليه السلام من خلال أصحابه وتلامذته والرواة عنه ، ومن خلال ما تناوله من علوم ومعارف أثرى بها مدوّناتنا الفقهية والحديثية ، رغم ( الحصار المبطن )

الذي أُحيط بالاِمام طيلة إقامته في بغداد والتي لم يُفصح المؤرخون عن مدتها تحديداً؛ ومن خلال كلماته القصار التي هي مناهج للعقيدة . . وبرامج عمل نحو السمو والتكامل الروحي لبناء الاِنسان وفق المنظور الاِسلامي .

أصحاب الإمام والرواة عنه :

أصحاب الاَئمة عليهم السلام عموماً ، والمحدِّثون والرواة منهم خاصة ، يشكّلون بلا ريب الامتداد الحضاري لفكر الاِمام ورسالته على طول الفترة الزمنية التي يعيشها المحدِّث ، ثم الذي يحدِّث عنه . .

وهكذا كلما تطاولت سلسلة الرواة عبر التاريخ كماً وكيفاً ، زادت الصلة وتوثقت ، وتعمّق الترابط بين

القدير 6 : 17 . وراجع : دفاع عن الكافي | السيد ثامر العميدي 1 : 254 ـ 259 ففيه مزيد شرح وتفصيل .