امام محمد الجواد (ع) سیرة و تاریخ نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
(74)تراثنا العريق وبين الحاضر المعاصر الجديد .وسبق الحديث عن ما لاَئمة أهل البيت عليهم السلام من دور في حركة المجتمع والتاريخ ، كذلك أصحابهم ووكلاؤهم عليهم السلام كان لهم أيضاً دور فاعل في عملية التغيير والبناء الرسالي التكاملي للاُمّة ، فقد كانوا بمثابة أذرع الاِمامة الممتدة في الاُمّة ، وأصواتها الموصلة لرسالتهم إلى جماهير الناس وأفرادها .ثم إنّ هؤلاء هم الحافظون لتراثهم الاِسلامي الاَصيل ، والناقلون له إلى الاَجيال التالية من بعدهم . لهذا كان الاَئمة عليهم السلام يحرصون على اصطفاء مجموعة من الاَصحاب الثقات المخلصين الذين يرون فيهم أهلية تحمّل بعض علوم الاِمام واستيعابها . فكانوا عليهم السلام يعدّونهم إعداداً خاصاً؛ ليفضوا إليهم ببعض أسرارهم وعلومهم .وبذا فقد تخرّج من مدرسة أهل البيت عليهم السلام رجال أفذاذ يُعتبرون من مفاخر التاريخ ، ونوادر الدنيا في مختلف العلوم من فقه وحديث وتفسير ولغة وفلسفة وأخلاق إلى غير ذلك ما شاء الله من العلوم والمعارف الاِسلامية .ولو تصفحنا تاريخ الثلة المؤمنة من أولئك الرجال الاَماثل ، وتتبعنا ما حفظوه لنا من تراثنا الاِسلامي ، فسنجد أن هناك كنوزاً من الذخائر أودعوها لنا في مدوّنات بلغ ما كتبه منها محمد بن أبي عمير ـ مثلاً ـ أربعاً وتسعين كتاباً ، وما كتبه الفضل بن شاذان يبلغ مئة وثمانين كتاباً ، ويونس ابن عبدالرحمن أكثر من ثلاثمئة كتاب ، ومحمد بن أحمد بن إبراهيم أكثر من سبعين كتاباً ، وعلي بن مهزيار خمساً وثلاثين كتاباً .