(102)
لهم أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها . أما التي لها أنصباء : فالفذّ ، والتوأم ، والنافس ، والحِلس ، والمسبل ، والمعلّى ، والرقيب (1) . وأما التي لا أنصباء لها :
فالسفح ، والمنيح ، والوغد . وكانوا يجيلون السهام بين عشرة ، فمن خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها أُلزم ثلث ثمن البعير ، فلا يزالون كذلك حتى تقع السهام التي لا أنصباء لها إلى ثلاثة ، فيُلزم ثمن البعير ، ثم ينحرونه ويأكل السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئاً ، ولم يطعموا منه الثلاثة شيئاً . فلما جاء الاِسلام حرّم الله تعالى ذكره ذلك فيما حرّم ، وقال : ( وأن تستَقسِمُوا بالاَزلامِ ذلِكُم فسقٌ)
يعني حراماً » (2) .
في هذا المقطع التاريخي الذي عاصره الاِمام الجواد عليه السلام كانت حمّى ظهور المذاهب الكلامية والعقائدية تأخذ بالانتشار هنا وهناك ، يساعد على ذلك توجه الحاكم نفسه إلى اللعب بالورقة المذهبية من جهة وظهور طبقة من وعّاظ السلاطين نظّمت نفسها وكيّفتها على نمط خاص للدخول في اكمام السلطان والعيش تحت آباطه ، قانعين بما ينالهم من نتانة الموقع ، والاِذلال والصغار ، مقابل أن لا يُحرموا من بذخ القصور ، ودعة العيش ، وفاخر الثياب ، وبدر الدراهم .
وتموج الاُمّة في ضلال تيارات عقيدية وفكرية عديدة فمن مشبّهة إلى معطّلة إلى مجبرة إلى غير ذلك من العقائد الباطلة والدعاوى المنحرفة ، التي أثيرت في عصره عليه السلام ، مما لا تتسع له صفحاتنا هذه ، وكان للاِمام الجواد عليه السلام
1) وقيل في ترتيبها غير ذلك . 2) تهذيب الاَحكام 9 : 83 | 354 .