انحراف الاجتماعی و أسالیب العلاج

زهیر الاعرجی

نسخه متنی -صفحه : 159/ 9
نمايش فراداده

( 11 )

نظرية القهر الاجتماعي

ويؤمن مصممو هذه النظرية بان الانحراف ظاهرة اجتماعية ناتجة عن القهر والتسلط الاجتماعي الذي يمارسه بعض الافراد تجاه البعض الاخر ، فالفقر مرتع خصب للجريمة ، والفقراء يولدون ضغطاً ضد التركيبة الاجتماعية للنظام ، مما يؤدي الى انحراف الافراد . بمعنى ان الفقر ، باعتباره انعكاساً صارخا لانعدام العدالة الاجتماعية بين الطبقات ، يولد رفضا للقيم والاخلاق الاجتماعية التي يؤمن بها الرعيل الاكبر من افراد النظام الاجتماعي . ولو اختل توازن القيم الاجتماعية ، كا يعتقد ( اميلي ديركهايم ) من رواد هذه النظرية الاوائل ، فان حالة الفوضى والاضطراب ستسود الافراد والمجتمع . ومثال ذلك ، ان التطور الصناعي الذي حدث في البلدان الرأسمالية في القرون الثلاثة الماضية ادى الى اختلال في توازن القيم الاخلاقية والاجتماعية ، الذي ادى بدوره الى شعور الناس بانعدام وضوح منارات الهداية ومعالم الاخلاق . ونتيجة لذلك فقد ضعف وازع السيطرة على سلوك الانسان الرأسمالي خصوصاً على نطاق الشهوة والرغبة الشخصية ، فاصبح الفرد منحلاً متهتكا لا يرى ضرورة لفرض التهذيب الاجتماعي القسري عليه وعلى الافراد المحيطين به .

ويدعى زعماء هذه النظرية ايضاً بان الانحراف يعزى الى عدم التوازن بين الهدف الذي يبتغيه الفرد في حياته والوسيلة التي يستخدما لتحقيق ذلك الهدف في النظام الاجتماعي . فاذا كان الفارق بين الاهداف الطموحة والواسائل المشروعة التي يستخدمها الافراد كبيرا ، اصبح