انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 171
نمايش فراداده

( 176 )

" سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :

إبداً بمن تعول : أمك ، وأباك ، واختك ، وأخاك ، ثم أدناك ، فأدناك وقال : لا صدقة ،

وذو رحمٍ محتاج " (1) .

سئل النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

" عن أي الصدقة أفضل ؟ فقال : على ذي الرحم الكاشح " .

هذا إذا أخذ الإنفاق على الأرحام من الأخبار الشريفة . ومن إطارها الذي يعتبر الصورة الأخرى المعبرة عن الكتاب المجيد .

وأما الانفاق من الناحية الإجتماعية ، فنراه مطابقاً لما تقتضيه الأصول الإجتماعية . . . ذلك لأن الإعراض عنهم يكوم موجباً لزرع بذور الفتنة والقطيعة بين أفراد الأسرة الواحدة بينما حرص الإسلام على لمّ شملها ، وجمعها .

على أن الكثير من الناس يتقبل من الرحم ، وتسمح نفسه أن يتقبل من الإقرباء هدية بينما لا يخضع لغيره . ولا تسمح نفسه للجوء إليه مهما كلف الثمن .

ولهذا رأينا الأخبار تؤكد على البدء بالعطاء ، والاحسان الى القرابة وفي مقدمتهم أهل المحسن كما جاء عن الإمام الحسين ( عليه السلام ) في حديثه المتقدم .

آيات عامة في الإحسان :

لقد تعرض القرآن الكريم إلى ذكر الإحسان ، والتشويق له ، وحث الناس على عمل الخير بشكل عام من دون بيان لخصوصية

(1) البحار : 96 ، 37 ، 147 ، 159 .