انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 71
نمايش فراداده

( 74 )

ليقف حائراً ، وعلامات الاستفهام تأخذ عليه مسالك التفكير عندما يرى القرآن الكريم يكرر هذا الطلب من الله في موارد ستة ، وهو يطلب منهم بأن يقرضوه قرضاً حسناً ، ولهم عليه الجزاء الأوفر ، وهذا إن دل فأنما يدل بشكل واضح على مدى الاهتمام الذي يوليه الله لهذه العمليه الإنسانية .

فالله هو الذي أنعم على الإنسان فأعطاه المال ورزقه وكفل له معيشته وتفضل عليه ـ مع كل ذلك ـ نراه يعود ليجعل من نفسه مستقرضاً .

وممن ؟

من الذي وهب له المال واعطاه النعمة ، وهوالمنفق .

ولمن ؟

الى الطبقات المحرومة الضعيفة .

ولماذا ؟

وكان بإمكانه أن يرزق الفقير من غير حاجة إلى مثل هذا القرض .

ولا بد لنا أن نتخطى ولا نعير لهذه الاستفهامات أهميه إذا عرفنا أن الله سبحانه يريد أن يشمل كلاً من الطرفين المنفقين ، والفقير برحمته وان استدعى ذلك أن يتحمل هو عبء العملية القرضية فهو الرحيم وهو الرحمن ، وهوالذي خلق هذا الخلق فكانوا عيالاً عليه .

خيرهم اليهم نازل .

وشرهم اليه صاعد .