انفاق فی سبیل الله

عزالدین بحر العلوم

نسخه متنی -صفحه : 184/ 76
نمايش فراداده

( 79 )

ماله " (1) .

ولكنه لو كان على حساب الله وطلب مرضاته فهو الذي يتكفل بإنمائه ويبعث البركة فيه .

وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وأله ) انه قال :

" إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فأربيها له كما يربي أحدكم فله حتى أجعلها له مثل جبل أحد " (2) .

( وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) (3) .

وقد فصلت الآية الكريمة بين مالين قصد من المعاملة بهما النماء والزيادة .

الأول : معاملة ربوية يكون أطرافها البشر أنفسهم .

الثاني : معاملة ربوية تجري بين العبد وربه .

وقد قالت الآية عن المعاملة الأولى أنها لا تربو أي لا تنمو ولا يباركها الله .

أما عن الثانية فقد قالت بأن الله يباركها ويضاعفها ، والسبب واضح ، ففي المعاملة الأولى تؤخذ الزياده من المستقرض لصالح

(1) مجمع في تفسيره لهذه الآية .

(2) وسائل الشيعة 6 | 265 .

(3) سورة الروم | آية : 39 .