باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام)

حسین إبراهیم الحاج حسن

نسخه متنی -صفحه : 169/ 165
نمايش فراداده

مواكب التشييع

يوم تشييع الإمام موسى (عليه السلام) يوم أغر لم تر مثله بغداد في أيامها يوم مشهود حيث هرعت الجماهير من جميع الطبقات إلى تشييع ريحانة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقد خرج لتشييع جثمانه الطاهر جمهور المسلمين، على اختلاف طبقاتهم يتقرّبون إلى الله جل جلاله بحمل جثمان سبط النبي (صلّى الله عليه وآله)، سارت المواكب تجوب الشوارع والطرقات وتصرخ ملتاعة حزينة.

أيضاً فقد خرج كبار الموظفين والمسؤولين من رجال الحكم يتقدمهم سليمان وهو حافي القدمين، وإمام النعش مجامير العطور. وقد حمل الجثمان على الأكف محاطاً بالهيبة والجلال، جيء به فوضع في سوق سمي بعد ذلك بسوق الرياحين، كما بني على الموضع الذي وضع فيه الجثمان المقدس بناء لئلا تطأه الناس بأقدامهم تكريماً له.583

وانبرى أحد الشعراء فأنشد هذه الأبيات:


  • وأزل أفاويه الحنوط ونحها ومر الملائكة الكرام بحمله لأتوه أعناق الرجال بحمله يكفي الذي حملوه من نعمائه584

  • عنه وحنطه بطيب ثنائه كرماً ألست تراهم بإزائه يكفي الذي حملوه من نعمائه584 يكفي الذي حملوه من نعمائه584

وسارت المواكب متجهة إلى محلة باب التبن585 وقد ساد عليهم الوجوم والحزن، وخيم عليهم الأسى من هول المصاب.