توجه الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) نحو القبلة، وأخذ يتضرع إلى الله لينجيه من شرّ هذا الطاغية الحقود. ودعا بهذا الدعاء الجليل:
(إلهي، كم من عدوّ انتضى عليّ سيف عداوته، وشحذ لي ظبة مديته، وأرهب لي شبا حدّه، وداف لي قواتل سمومه، وسدد نحوي صوائب سهامه، ولم تنم عني عين حراسته، وأضمر أن يسومني المكروه، ويجرّعني زعاف مرارته، فنظرت إلى ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن الانتصار ممن قصدني بمحاربته، ووحدتي في كثير من ناواني، وارصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الارصاد لهم بمثله...)171.
وبعد فراغ الإمام (عليه السلام) من دعائه الشريف التفت إلى أصحابه يهدئ روعهم، ويفيض عليهم قبساً من علمه المستمد من علم جده الرسول (صلّى الله عليه وآله) قائلاً: (,حرمة هذا القبر وأشار إلى قبر النبي (صلّى الله عليه وآله) قد مات الهادي من يومه هذا، والله إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون..).