وكلاهما مرفوض جملة وتفصيلاً..
وقد قدمنا: أن ثمة رواية تقول: إن إبليس لعنه الله قد قال لآدم عليه السلام:
إن الله سبحانه قد أحل له تلك الشجرة بعد تحريمها عليه، وجعل له علامة على صحة قوله:
إن الملائكة الموكلين بالشجرة لا يدفعونه عنها كما يدفعون غيره، فأكلا منها، ولم تدفعهما الملائكة عنها؛ لأنهم كانوا موكلين بدفع من لا يملك اختياراً وعقلاً[51].
وقد قدمنا في بعض الهوامش السابقة أيضاً بعض ما يرتبط بهذه الرواية، فلا نعيد..
وأكل آدم وزوجه عليهما السلام من الشجرة، فوجدا أنفسهما في الموقع الصعب، وبدت لهما سوءاتهما، وهي مزاياهما البشرية، التي كانت قد سترت عنهما، وكان لها فيهما نوع كمون، واختزان.
وكان ظهور السوءات يتمثل بظهور أعراض البشرية على آدم عليه السلام، حيث صار بحاجة إلى ما يحتاج إليه البشر، من الغذاء، والدواء، والساتر، وأصبح يخاف، ويحزن، ويعرق، ويمتخط، ويبول، ويمرض، ويتألم، ويحتاج إلى ما يقي من الحر والبرد، وما إلى ذلك..
ولن يجد في تلك الجنة ما يفيده في دفع ذلك كله، فكان لا بد له من الهبوط منها إلى مكان آخر، يوفر له ما يعيد هذه الخفايا إلى ما كانت عليه من حالة الكمون والخفاء والاختزان، ولو بمقدار ما.
وإذا به يرى رحمات ربه تفيض عليه، ويبادره الله بجائزة سنية عظيمة، قبل أن ينبس ببنت شفة، كما سنرى في الفصل التالي، إن شاء الله تعالى..