إن الإذاعة والتلفزيون والصحافة ودور السينما والمسارح من الوسائل المؤثرة في تدمير وتخدير الشعوب وخاصة جيل الشباب، وأي خطط خبيثة واسعة كانت تعدّ خلال القرن الأخير، ونصفه الثاني خصوصاً ـ باستخدام هذه الوسائل سواء للدعاية ضد الإسلام وضد علمائه العاملين، أو للدعاية لمصلحة المستعمرين ـ الغربيين أو الشرقيين ـ كما استخدمت لايجاد سوق لبضائعهم، لاسيما الكمالية وبضائع الزينة، بكافة الأشكال، تبدأ بالتقليد في طراز المباني وزينتها وتستمر تقليداً في أنواع المشروبات والملابس وطرازها، وآل الأمر أن أصبح فخراً عظيماً، خاصة النساء الثريات أو المتوسطات الثراء، التفرنج في كافة شؤون الحياة سلوكاً وقولاً ولباساً، وفي آداب وتقاليد المعاشرة وطريقة الحديث واستخدام المفردات الغريبة في الأحاديث والكتابات حتى كان محالاً فهمهما على غالبية الناس، وعسيراً حتى على أمثال هذا الطراز من المتفرنجين. الأفلام التلفزيونية كانت من صناعة غربية أو شرقية، تحرف جيل الشباب فتية وفتيات عن مسار حياتهم الطبيعي، وعن العمل والصناعة والإنتاج والعلم، وتجرّهم إلى الجهل بهويتهم وأنفسهم أو إلى النظرة السيئة وإساءة الظن بكل شيء يتعلق بهم وببلدهم حتى الثقافة والآداب والآثار القيمة التي نقل الخونة النفعيون الكثير منها إلى مكتبات ومتاحف الغرب والشرق.