إن واحدة من مشاكلنا الكبيرة في عهد الطاغوت هي مشكلة الصحافة إذ كان الطاغوت ينتخب عملاءه الذين كانوا في خدمته وخدمة الأجانب وينتخب أفضلهم لإدارة المطبوعات والإعلام المضاد للإسلام والمضاد للبلاد، ولكن ضمن غطاء إسلامي ووطني، أنا لا ادري هل إن الضربة التي لحقت بالبلاد والإسلام بواسطة الإعلام في زمن الطاغوت كانت اكبر، أم تلك الضربات التي تلقيناها من قبل سائر المؤسسات الطاغوتية؟يجب على المطبوعات أن تحمل نداء الشعب، وتحمل نداء الإسلام، وتبلّغ للاحكام الإسلامية، وتطبقها وتهذّب المجتمع وتنشر الأخلاق الإلهية، وكانت في زمن الطاغوت مكلفة بعكس هذه الأمور تماماً، إذ كانوا يجرّون بلادنا ـ من خلال الدعاية الواسعة في تلك الأجهزة الطاغوتية وجميع القضايا الإسلامية ـ لصالح الطاغوت، وإن الضربة التي لحقت بالإسلام من المطبوعات ووسائل الإعلام الطاغوتية لا تضاهيها أية ضربة من الأجهزة الأخرى، وقد أفسدت المطبوعات والمجلات والإذاعة والتلفزيون شبابنا إلى الدرجة التي قد تكون مراكز الفساد الأخرى لم تقم بذلك.فهذه المجلات والمطبوعات والإذاعة والتلفزيون وجميع وسائل الإعلام الأخرى هي التي جرّت شبابنا إلى الفساد بدلاً من توجيههم نحو الجامعة والعلم والآداب.