الإيمان يعني أن تعي قلوبكم وتصدق تلك الأمور التي ادركتها عقولكم، وهذا يحتاج إلى المجاهدة حتى تفهم قلوبكم إن العالم كله محضر لله، فنحن الآن في محضر الله، ولو أدرك قلبنا هذا المعنى بأننا الآن في محضر الله، هذا المجلس محضر لله، ولو وحد في قلب الإنسان هذا الأمر، فإنه سيبتعد عن جميع المعاصي، إذ أن سبب جميع المعاصي أن الإنسان لم يجد هذا الشيء، يوجد برهان عليه أيضاً وإن البرهان العقلي قائم أيضاً على أن الله تبارك وتعالى حاضر في كل مكان، فالبرهان موجود وجميع الأنبياء قالوا بذلك أيضاً {وهو معكم اينما كنتم} فهو معنا، وأينما نكون يكون معنا، والقرآن يقول ذلك وسمعناه منه، وثبت ذلك من خلال البرهان، لكنه لم يصل إلى قلوبنا حتى إذا ما أردنا أن نغتاب، أو نتهم، أو نعمل قبيحاً نرى إننا في محضر الله، ولا بد أن نحترم هذا المحضر.عندما يكون الإنسان في محضر عظيم يعتقد بعظمته فإنه يحترم ذلك المحضر، إذا كان يوجد عندكم شخص وتعتقدون انه عظيم فإنكم لا ترتكبون أية مخالفة أمامه فضلاً عن مخالفته هو في محضره. لا يرتكب الإنسان أي عمل سيء مطلقاً في محضر شخص يدرك بأنه عظيم ومحترم فضلاً عن ارتكاب ما يخالف احترام هذا المحترم وفي محضره، فالمحضر هو محضر الله تبارك وتعالى، العالم محضر، كل العالم محضر، والمعصية هي مخالفة معه، مع من نحن في محضره.