وجّهوا عزمكم نحو هذا المعنى، وليكن توجهكم نحو الله وأعمالكم خالصة لله تبارك وتعالى، وجدّوا للدراسة في المدرسة التي انتم فيها، والأهم من الدراسة، تهذيب الأخلاق، وكونوا إسلاميين، وكمّلوا العلوم الإسلامية من خلال نفوس إسلامية، وهذبوا أنفسكم إسلامياً إلى جانب الدراسة الجدية للأحكام الإسلامية والمعارف الإسلامية.يجب على المدارس العلمية والدينية وجميع المدارس التي تدرس العلوم الدينية أو الدراسات الأخرى أن يكون أهم شيء في برامجها في هذه الجمهورية الإسلامية هو أن يكونوا مهذبين قبل أن يكونوا علماء، أن يكونوا مهذبين قبل أن يكونوا طلبة، يجب على المهذبين والعلماء والخطباء الذي سلكوا طريق الحق بمقدار ما يستطيعون أن يذهبوا إلى المدارس في أنحاء البلاد عامة، ويشكلوا حوزات للأخلاق والتهذيب والمعارف الإسلامية، وأن يكون التهذيب الإسلامي والأخلاق الإسلامية إلى جانب الدراسات العلمية حيث إنه إذا لم يكن هناك تهذيب إسلامي في المدارس، سواءاً المدارس الدينية أو مثل الجامعة وبقية الجامعات، والتي هي أيضاً مدارس إسلامية ودينية، يجب عليهم أن ينتبهوا إلى المعلمين الذين يمارسون الدعوة في المدارس، ويحاضرون فيها ليكونوا إسلاميين مائة بالمائة ومن المعتقدين بالأحكام الإسلامية والعقائد الإسلامية، حتى يتربى الذين عندهم تربية إسلامية ويتهذبون إسلامياً، واعلموا أن العالم، أي عالم كان، سيكون مضراً بالإسلام وغير نافع ما دام لم يهذب نفسه ولا يملك الأخلاق الإسلامية.إن الأضرار التي تحققت بالإسلام وببلادنا من أقلام وألسنة غير الملتزمين بالإسلام والمنحرفين فاقت ما لحق بهما من المدفع والدبابة ومن محمد رضا وأبيه، فأضرار هؤلاء أضرار روحية، والضرر الروحي أشد من الضرر الجسمي، فلو لم يكن العالم مهذباً لنفسه، وإن كان عالماً بالأحكام الإسلامية وإن كان عالماً بالتوحيد، فانه سيضر نفسه وبلاده وشعبه، ويضر الإسلام ولا ينفعه.