جاء الأنبياء لبناء الإنسان والأنبياء مكلفون ليجعلوا من الأشخاص، الذين هم بشر ولا يختلفون عن الحيوانات ـ إنساناً، ويزكوهم، وهذا هو شغل الأنبياء ويجب أن يكون هذا هو شغل الأمهات إزاء الأطفال في أحضانهن، وان يزكوهم من خلال أعمالهن.يتربى الطفل في حضن أمه أفضل من المعلم. وإن علاقة الطفل بأمه لا تضاهيها أية علاقة، وإن ما يسمعه من أمه في صغره ينقش في قلبه، ويبقى معه حتى النهاية.يجب على الأمهات أن يلتفتن إلى هذا المعنى فيربين الأطفال تربية صحيحة ونزيهة، ولتكون أحضانهن مدرسة علمية وإيمانية، وهذا شيء عظيم جداً لا يستطيع احد أن يقوم به سوى الأمهات، ويتقبل الطفل من الأم أكثر مما يتقبله من الأب، وتؤثر أخلاق ألام في طفلها الصغير، ويتأثر بها أكثر من الآخرين.فالأمهات أساس الخيرات، وسوف يكوننّ ـ لا سمح الله ـ أساس الشرّ فيما لو ربين أطفالهن تربية سيئة.قد تربي أم طفلها تربية حسنة، فقوم ذلك الطفل بإنقاذ أمه، وقد تربية تربية سيئة فيكون سبباً لهلاك أمه.