إن شاء الله يكون علماء الدين عارفين بكافة أبعاد مسؤوليتهم، ولكني على نحو التذكير والتأكيد أقول لهم بأن الكثير من الشبان والمفكرين وفي أجواء الحرية التي ينعم بها بلدنا الإسلامي يحسّون اليوم أن باستطاعتهم أن يبينوا آراءهم وافكارهم في الموضوعات والقضايا الإسلامية المختلفة، فاستمعوا لأحاديثهم بانفتاح ورحابة صدر، وإذا رأيتموهم ينحرفون عن الطريق، فأهدوهم إلى الصراط المستقيم ببيان مفعم بالمحبة وروح الصداقة، ويجب أن تلتفتوا إلى انه لا يمكن تجاهل عواطفهم ومشاعرهم المعنوية والعرفانية، والإسراع في إلصاق تهمة الالتقاط والانحراف على كتاباتهم، وجعل الجميع يعيشون حالة الشك مرة واحدة، فهؤلاء الذين يطرحون اليوم مثل هذه القضايا لا شك أن قلوبهم تخفق للإسلام وهداية المسلمين، والاّ فلا مبرر لأن يخلقوا لأنفسهم المشاكل بطرح هذه المسائل، إنهم يعتقدون أن مواقف الإسلام تجاه القضايا المتنوعة هي بالصورة التي يفكرون بها، فبدلاً من مهاجمتهم وعزلهم، تعاملوا معهم بأبوة ورأفة، ولا تيأسوا حتى لو لم يقتنعوا بكلامكم والاّ فإنهم ـ لا سمح الله ـ سيقعون في شباك الليبراليين والقوميين أو اليساريين والمنافقين، وذنب ذلك لا يقل عن الالتقاط.نحن نستطيع أن نتأمل خيراً في مستقبل البلاد وصانعي مستقبلها عندما نعطي قيمة واعتباراً لهؤلاء في المجالات المختلفة، وعندما نتجاوز عن أخطائهم واشتباهاتهم الصغيرة، وعندما نكون محيطين بجميع الأساليب والمباديء التي تثمر التعليم الصحيح والتربية السليمة لهم.إن ثقافة الجامعات والمراكز غير الحوزوية هي بشكل اعتادت على التجربة ولمس الواقعيات أكثر من الثقافة النظرية والفلسفية، فيجب من خلال التلفيق بين هاتين الثقافتين والتقريب بينهما أن تذوب الجامعات العلمية والدينية في بعضها، لفتح المجال أكثر لنشر وشرح المعارف الإسلامية.