زهرة فی الرمال

باسم عبدو روا

نسخه متنی -صفحه : 178/ 66
نمايش فراداده

وفي الكتاب المقدس.. الكثير عن تلك الأرض المليئة بالرؤى وبالأساطير في تلك العوالم التي لا تُرى إلاَّ في الأحلام.

ومنذ ذلك الزمن البعيد.. توارى ما قرأته في غياهب النسيان.. وهاهو الحلم يبعث الآن من جديد.. وهاهي تقف على عتبة أسطورية من حياتها.

شيء سري مسحور سَرى في أعماقها كموجة ماء رقراقة تسافر بها نسمة رهيفة فتغيض في رمال جفت عطشاً.. تراءى لها أن السموات قد انفتحت لها.. كما انفتحت بوجه يسوع:

((فرأى روحَ الله نازلاً مثل حمامةٍ وآتياً عليه..

وصوت من السماوات قائلاً...)) أبشري بالمسرة الآتية... فميزوبوتاميه هذه هي نفسها أرض أور الكلدانيين!! أور الكلدانيين.. التي وطئتها أقدام الأب المقدس ((أبراهام)) الذي كان اسمه ((أبرام)).

وراحت تتلو بخشوع:

((وأخذ تارَحُ أبرامَ ابنه ولوطاً بن هاران ابن ابنهِ وسارايَ كنته امرأة أبرام ابنه. فخرجوا معاً من أورِ الكلدانيينَ..)).

صلت كارولين.. رسمت الصليب على صدرها.. بين الرأس والقلب.. غير مصدقةٍ أنها سترى ما قرأت عنه في الكتاب المقدس.. أغمضت عينيها.

أخذتها النشوة بعيداً عن العالم الأرضي.

تصورت في عين خيالها الطوفانَ يجرفُ كل ما صنعه الرب.. من بشر وشجر وطير.. بسبب ((الشر الذي عمله بنو آدم)).. ورأت سفينة نوح تسري مسراها على وجه العمر ميممةً شطر جنة عدن.

التي هي ميزوبوتامية.. وأرض بابل.. بابل التي كانت عليها عيون كل شعوب الأرض التي شربت خمرتها بكأس من ذهب.. هكذا قال الرب:

((بابلُ كأسُ ذهبٍ بيدِ الربِ تُسكِرُ كلَّ الأرض.

من خمرِها شربت الشعوبُ من أجلِ ذلك جُنَّتِ الشعوبُ)).

لِمَ لا تُجنُ الشعوبُ وهي ترى ((برجها الذي رأسه بالسماء)).