بیشترلیست موضوعات الكتاب الأول.. دعوة إلى الحياة.. السفر... الكتاب الثاني.. الظلمة الأولى.. حديقة الصَوَّان.. الكتاب الثالث.. خمرة بابل.. كارولين في ميزوبوتامية.. الكتاب الرابع.. التحولات.. المسوخ.. الكتاب الخامس الحدائق.. الكتاب السادس.. أكمام الورد.. المطر الكتاب السابع.. جنة عدن.. أحلام محرمة.. الكتاب الثامن.. الليل والزمان.. الفهرس الصفحة العنوان توضیحاتافزودن یادداشت جدید
وراح الحلم يكبر.. يتبرعم في صدرها في انتظار الأيام التي ستأتي بمسرةٍ دانية وفرحٍ بشرت به أسفار موسى.في قاطع داخل الحدود العراقية.. قضت كارولين خمسة عشر يوماً.. مشاعر غامرة بالمسرة والفرح تملأ عليها كل حواسها.. وهي تشهد شمساً ذهبية تتوهج لهباً برتقالية كثمرة من ثمار جنة عدن، معلقةً في السماء في صباحات الصحراء المترامية مع امتداد البصر.. ذرات رمل تتلألأ بلوراً وماساً وهي تتماوج مع هبات نسيم الصبح.. مسافرةً مع الريح تحكي حكايات قوم أرادوا أن يبنوا لأنفسهم مدينة وبرجاً رأسه بالسماء.. لكي لا ينساهم الزمان.. لكن الرب بلبل ألسنتهم ليمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه فيفكوا عن بنيان المدينة وبرجهم الذي رأسه في السماء.. ويبدو المنظر أشد سحراً عند الغروب.. تفاحة مضرجة تذوب نازلة وراء الأفق البلوري، وأمواجٌ بنفسجية.. حمراء.وردية.. وفضية تسبح في العلا فتنقل الناظر إلى عوالم ما رأت مثلها عين إنسان.كادت تطير فرحاً وهي ترى آليات العدو هامدةً في الصحراء.. مبعثرة بلا حياة.. لقد انتصرنا.. وهاهي:((أسوارَ بابلَ العريضةَ تُدَّمرُ تدميراً وأبوابُها الشامخةُ تُحرَق بالنار...)).هكذا قال الرب.. ومن أعماق الزمان.. يصبح إرمياً مبشراً أبناء الرب:((سقطت بابلُ بغتةً وتحطمت ولولوا عليها.هأنذا عليكَ أيها الجبلُ المُهلَكُ يقول الربُ المهلكُ كلَّ الأرضِ فأمدُّ يدي عليك وأدحرجكَ عن الصخور واجعلُكَ جبلاً مُحْرقاً فلا يأخذون منك حجراً لزاويةٍ ولا حجراً لأسسٍ بل تكونُ خراباً إلى الأبد يقول الربُ)).وينفجر صدرها غبطةً.. فقد أسهمت، هي كذلك، في صنع هذا النصر العظيم..وآن لها أن تشرب من خمرة بابل.. بكأس من ذهب..((ولن أولول عليها لأنها سقطت)).. إنها مشيئة الرب.. الرب الذي التفت إليها وكتب على لوح القدر.. أن تأتي لأرض بابل وتسمع: