مطر.. مطر.. مطر.لكنه لم يكن مثل مطر الحلم.. رخياً.رقيقاً.. هادئاً.. يداعب الأرض إذ يلامسها كأنامل ناعمة تُذْهِبُ الوجع إن مست مواضع الألم.. كان شيئاً غير هذا.. إذ انشقت السموات السبع لتتدفق منها سيول من المطر تزاحمها حباتٌ بلورية من بَرَدٍ يتهاوى بغير ما اتساق، وسط سُدْف من دخان وأبخرةٍ تتراوح ما بين صفرةٍ كامدة وزرقةٍ باهتة تُجلل الكون كله.. حتى إن مدى الرؤية ما كان ليزيد عن أمتار معدودة.. خمسة أو ستة.