( 26 )
في القرون الغابرة ، سيما أبناء هذا العصر الذي وقعنا فيه من جراء تلك الخلافات في أعمق مهاوى الذل والصغار ، ورزايا الإستعمار على المثل القائل ( الإباء يحصرمون والأبناء يضرسون ) ونفحت العناية الأزلية في اخريات القرن الغابر برجال مصلحين كانوا في الدعوة إلى توحيد الكلمة كأنبياء مرسلين ، وكانت ولم تزل الدعوة .
إلى الوحدة والتوحيد ونبذ الخلافات هي ديننا وديننا وهجير ، أنا في جميع مقالاتنا وخطبنا ومؤلفاتنا التي طبع الكثير منها وانتشر الأكثر . ولكن . ( وما حال بان خلفه ألف هادم ) نعم قام في هدم جميع ما بناه الرجال المصلحون وشيده التابعون لم باحسان قام بالهدم واحباط تلك المساعي الكريمة في هذه الآونة بعض زغانفة الكتاب في القاهرة أولئك الكتبة الذين اليق ما يقال فيهم قول القائل :
نبغ الثالوث الأعمى الذي أعمى الله بصره كما أعمى بصائر اتباعه فصاروا يتلاعبون في محكمات الدين والتأريخ ويتخبطون في " ضحى الإسلام " وصواحيه تخبط الخفافيش في الق الشمس فنشروا تلك الدفائن ، ونبشوا تلك الضغائن ، وبعد أن لعبو دورهم في " القرآن والآدب " أعادوا حديث الرجعة والمتعة جذعه . فلم يكن لنا بد من دفع هجماتهم ، وصد صدماتهم ، ومجادلتهم كما أمر الله بالتي هي أحسن مع الدلالة على مضار تلك الجذور ومفاسد البذور ، وأن الزمان اليوم لا يصلح لتلك المجادلات والمجالدات بين فرق المسلمين وأن الزمان الذي كانت تلك الهنات تصلح فيه أولاً تضر قد تصرم وانقضى .
ولكن القوم صموا عن النصيحة آذانهم واشاحوا عن الحق وجوههم