عقيلة قريش
آمنة بنت الحسين عليهما السلام
الملقبة بسكينة
تأليف
السيد محمد علي بن يحيى الحلو
راجعه : الشيخ عباس الساويز الكاشاني
بسم الله الرحمن الرحيم
( 7 )
الإهداء
إلى الحجة المهدي المنتظرعجل الله تعالى
فرجه الشريف
بين يديك
إحدى حقائقكم المضيّعة..
فاقبلوها ـ سيدي ـ شاهداً
على مظلومياتكم..
محمد علي
( 8 )
( 9 )
كلمة المؤسسة
المواجهة بين الحق والباطل :
المواجهة بين الخير والشر .. بين الحق
والباطل .. بين أهل الله وأوليائهم وأهيل
الشياطين وأتباعهم .. المواجهة بين هذين
التيارين ، كانت على وجه البسيطة منذ سرت
نزعة العدوان والشر إلى مسارب النفس
الإنسانية وتأصلت فيها ، ومنذ داخلتها
الوساوس الشيطانية ، ونسجت حول صفاء النفس
ورحمانيتها غشاوة الكدورة والعداوة
والبغضاء .. فراح تيار الشر والباطل يتلون
في التصدي للخير والحق ، ويتعسف في ظلمه
ومواجهته لتيار الحق .
وفي كل زمان ومكان تجد أن التاريخ أثبت
لنا ألوانا ، وصورا شتى من هذه المواجهة
وهذا التعدي والجور والتنكيل بالحق وأهله
، باعتبار أن أهل الحق وأتباعه ثلة قليلة ،
على طول التاريخ . وأن أتباع التيار الآخر
المقابل لهم هم الكثرة الكاثرة ، وتشير
إليه البداهة ، وهو ما أقره الذكر الحكيم
بقوله: ( وأكثرهم للحق كارهون ) .
( 10 )
ولذلك كان الأنبياء وأوصياؤهم وأهلوهم
وذرياتهم ، على طول سلسلة النبوات
المتعاقبة على البشرية ، باعتبار أنهم
أصدق مصاديق الحق والخير ، بل هم منبع
إشعاع الحقائق والخيرات ، وإليهم تعود كل
مكرمة وفضيلة ؛ لذلك كانوا أشد بلاء ،
وأكثر عرضة للطعون والمواجهة من قبل تيار
الشر والباطل ، فكانوا ـ وهم المنزهون ـ
يوصفون بأقبح الأوصاف ، وينعتون بأشنع
النعوت . هذا في أحسن حالات الصراع ، ناهيك
عن التشريد والمطاردة والتقتيل ، وهو
السبب الذي حدى بالسماء أن ترسل هذا العدد
الضخم والكبير من الأنبياء والمصلحين منذ
بدء الخليقة ، وحتى النبي الخاتم صلى الله
عليه وآله وسلم .
ونبينا المصطفى الأقدس صلى الله عليه
وآله وسلم ، وأهل بيته الأطهار ، وأوصياؤه
الكرام البررة الذين اختارتهم السماء
بعنايتها ، لم يكونوا بدعا من الرسل
وأوصيائهم في أن تحيط بهم دوائر الشر
والطغيان ، وأن تكال إليهم ظلما وعدوانا
أنواع التهم ، وأن يطاردوا في أوطانهم ،
ويلاحقوا في أصقاع منافيهم ، وجحور
تواريهم ، وأن تجري عليهم صنوف البلاء ،
وشدائد المحن ، وفظيعات الرزايا ، مما لم
يجر له نظير في التاريخ أحيانا .
وعقيلة قريش ، كما أطلق عليه البعض وهي
آمنة بنت الحسين عليهما السلام ، لم تنفرد
في قصة صراع الحق والباطل .. والخير والشر ..
بل ، انفردت في أسلوب المواجهة هذه المرة
بالشكل الذي لفق له المبطلون ، وزور حقائق
التاريخ بعض أشرار التزوير ، ورواد
الرذيلة والباطل ، فراحوا يغرون الأمة
والبسطاء والسذج بأقاويل وتلفيقات زوروها
من جربان سفاسفهم ، اتهموا بها وألصقوها
بخيار هذه الأمة وسادتها ، يحدوهم الأمل
في إسقاطهم من
( 11 )
أعين الناس ، وإبعاد الأمة عنهم ؛ لأنهم
رأوا أفئدة الناس تهوي إليهم ، وفي ذلك
تبديد لأحلامهم ومطامحهم الدنيوية .
هذا الكتاب :
والكتاب الذي بين يديك هو نموذج من نماذج
الصراع والمواجهة التي أشرنا إليها ، وهو
يعد محاولة علمية جديدة في مضمار رد الزيف
والباطل ضمن إطار المواجهة بين الخير
والشر ، والحق والباطل . فلقد بذل المؤلف
حفظه الله جهدا علميا ملحوظا ومتميزا في
إخراج كتابه هذا مستعينا بمهمات المصادر
التاريخية والحديثية والأدبية ، وبين
بشكل جلي تهافت الشبهات التي لم يُحبك
صناعها صياغتها وتدبيجها ، وأبان عوارها ،
وعدم انطباقها على من أرادوها غرضا
لسهامهم الصفراء المسمومة .
و مؤسستنا .. دفاعا عن حريم آل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ، وأداء لوظيفتها
التي أنشئت من أجلها ، حينما عرض عليها
المؤلف كتابه ، وجدت فيه أحد أسباب الدفاع
عن أهل البيت عليهم السلام الذين أذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، ومحاولة