إلی أین یتجه عالم الیوم؟

موسی الزعبی

نسخه متنی -صفحه : 204/ 193
نمايش فراداده

ثورة في الاتصالات

لقد أحدث التزاوج في المعلوماتية والاتصالات البعيدة والتلفاز، ثورة حقيقية، مما تسبب في جعل التكنولوجيا الرقمية حقيقة ممكنة. وهذا يعني الاستمرار بصورة أكثر في هذه الثورة، في مجالات وسائل الاتصال: "لما يظهره الارتفاع المفاجئ الحالي، في الهواتف النقالة، وكذلك الإنترنيت" وتطوير الاستخدامات الجديدة لها.

ولقد أصبح من الممكن الحصول على العديد من هذه التكنولوجيا بيسر، في الوقت الحاضر. وتؤدي هذه الثورة في الاتصالات إلى نتائج في جميع المجالات، كما هو الأمر في المجال الاقتصادي.

وكما يقول الكاتب النيجري الكبير "وول سويينكا" (WOLE SOYINKA) الحائز على جائزة نوبل للآداب: "لماذا لم نبدأ بتطبيق الديموقراطية في مجلس الأمن؟ ولماذا لا يتم توسيع سلطانه وإعطاء القليل من الأصوات الحقيقية إلى أولئك، الذين أصبح مصيرهم محل رهان، في هذا النظام الجديد، الذي هو في طريقه للبناء"؟.

يبدو أن المفهوم الجوهري لمجلس الأمن قد تشوش بشكل جدي، في هذا الظرف الجديد الجيوسياسي: حيث تغير مفهوم الخصم، ومفهوم التهديد، ومفهوم الخطر. فقد شهد هذا التصور أو المفهوم معناه، وهو يُسْتنفر، دون أن يعلم أحد، بعد اليوم ماذا يعني بالضبط. فمن هو العدو؟ وما هو الخطر الحقيقي المهيمن؟ وما هو الشعاع الموجه له؟ هذه الأسئلة، كان الغرب يجاوب على الدوام، خلال سبعين عاماً: إنها "الشيوعية"، وإنه "الاتحاد السوفياتي". لكن بعد ذلك، تبقى تلك الأسئلة دون جواب. والحالة هذه، تبقى تلك الأجوبة أساسية أو جوهرية وبناءة، بالنسبة لكل نظام سياسي، وبشكل خاص بالنسبة للنظام الديموقراطي. ويشترط تحديد نظام أمن قادر على توقي الأزمات وتوقعها. ويسمح، خصوصاً، ببناء خطاب، متجاوب مع هوية الشعوب الخاصة.

أما ما يتعلق بالسؤال: "من هو العدو؟" للغرب. فإن منظمة حلف شمالي الأطلسي الشمالي (N. A. TO) لا تعرف الإجابة عن ذلك. ويؤثر هذا، بشكل عميق، على هذا التحالف، الذي يتساءل الناس عن هويته الخاصة، وعن أهدافه. ويبدو أنه قد ضلّ الطريق، في الوقت الحاضر.