يدور أكثر من ألف من الأقمار الاصطناعية حول الأرض، بصورة مستمرة. وهناك أجهزة لا غنى عنها، بالنسبة للتلفازات والاتصالات الهاتفية، والأرصاد الجوية، والمراقبة العسكرية والإبحار... إلخ.لقد أصبحت الرهانات الاقتصادية والسياسية لتكنولوجيات الفضاء، هامة للغاية، بالنسبة للدول. إذ تمر القوة، بعد الآن، عبر الفضاء: ويعرض ذلك، في الصناعات ذات التجليات في مجالات علم الطيران، وكذلك مجال الصواريخ، والقواذف، وصناعة الأقمار الصناعية. إذ تمتلك، بعض الدول فقط: "الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الاتحاد الأوربي، الصين، الهند، اليابان، الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة..." الأوراق الرابحة، من أجل السيطرة على ثقافاتها التي تفتح أمامها طرق القوة، بالنسبة للقرن الحادي والعشرين.لكن، هل عَرَّضَ هذا التطور للتكنولوجيا، الذي لا ينعكس، حياة الإنسانية إلى الخطر؟ إذ يستمر الإنسان في اعتبار الطبيعة خادمة له. في حين وصلت أبحاث الإنسان، من الآن وصاعداً، الحدود الضرورية أو اللازمة. وأصبحت المعرفة في أغلب الأحيان تؤدي خدمة دور واضع اليد على السلطات صاحبة الامتياز، بدلاً من أن تصبح محل استعانة لإشاعة الرفاه والعدل. إذ تهيمن حفنة من الشركات، على البحوث في العالم، من أجل مصالحها الخاصة. فلم تكن كارثة تشيرنوبل، والدم الملون، والأميانت "والبقرة المجنونة" كافية لإحداث حوار واسع يتطلبه ظهور "التكنولوجيا الاجتماعية"، في الشمال. أما في الجنوب، ـ ضحية هجرة العقول ـ فإنه يرفض أكثر فأكثر، أن يستقبل النفايات الخطرة التي يبعدها المجتمع الصناعي، ومقاومات الطفيليات عن بلاده. ولم يكن مسروراً من توسع منطق السوق، ليشمل مجمل النشاطات الاجتماعية، فالإنسان المعاصر، يندمج فيها بعد الآن، من أجل الحياة نفسها. فالخلية، والجينة "عنصر الوراثة"، أصبحت ـ بفضل التجليات في المعالجات الجينية، وبالطريقة نفسها، في التكنولوجيا الحيوية ـ أصبحت، من المواد الأولية، كالنفط أو القطن. فهل يمكن أن يقبل الكائن البشري أن يصبح مادة أولية متميزة، باسم العلم والتقدم؟