يكشف توزيع وانتشار قوات الولايات المتحدة في العالم، عن بنية لخدمة تلك الإمبراطورية، أو ما بقي منها، إذا اعتبرت أنها في حالة تفكك، أكثر من كونها في حالة صعود في القوة والسيطرة. مع ذلك، تبقى ألمانيا، واليابان، وكوريا الجنوبية، هي الأماكن التي ينزرع فيها أكبر قسم من القوات الأمريكية، المتمركزة في الخارج. ولم تعمل على إقامة قواعد عسكرية، في المجر، وفي البوسنة، وفي أفغانستان، وفي أوزباكستان، وفي العراق، وفي... منذ عام(1990) لم تعمل على ترجيح هذا التوجه العام، الموروث عن الصراع ضد الشيوعية، بصورة إحصائية. إذ لم يبق سوى كوبا وكوريا الشمالية، من تلك الحقبة، كخصوم معلنين، ولم تؤد هذه الدول، المثيرة للسخرية، والموصومة بالعار، بالنسبة للولايات المتحدة، لم تؤد، للقيام بعمل عسكري، من أي نوع كان، بطريقة ثابتة.إذ تتركز الجهود العسكرية الضخمة للولايات المتحدة، على المناطق في العالم العربي والإسلامي، بعد اليوم، بشكل خاص، لسببين:هما النفط، وحماية الكيان الصهيوني، في فلسطين المحتلة باسم الصراع "ضد الإرهاب"، وهما، الفروض الاستنباطية الرسمية الأخيرة لـ "العسكرة المسرحية التضخمية" (MICROMILITARISME THEATRALE)، وهناك ثلاثة عوامل ثابتة، تسمح بتوضيح استهداف الولايات المتحدة هذا الدين الإسلامي، والذي يشكل، في الوقت نفسه، منطقة محددة، ويرجع كل عامل من هذه العوامل لنقض التوجه الأيديولوجي والاقتصادي والعسكري للولايات المتحدة باعتبارها مصادر إمبريالية.فقد أدى تراجع الشمولية (UNIVERSALISME) الأيديولوجية إلى تعصب جديد، منه ما يتعلق بوضع المرأة في العالم الإسلامي، وكذلك، استغلال بعض مظاهر المتطرفين من العالم الإسلامي كذريعة تستخدمها الولايات المتحدة لمهاجمة الإسلام والمسلمين.لكن، يخفي مثل هذه العوامل، بعض الأهداف الاستراتيجية، لمتعصبي واشنطن، من اليمين المتطرف، وهم في الوقت نفسه، حلفاء أو شركاء للشركات النفطية العملاقة، ويؤدي هذا، إلى هبوط الفعالية الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى ملازمة النفط العربي.كما أن عدم الكفاية العسكرية للولايات المتحدة، بسبب توزيع قواتها، على مساحة الكرة الأرضية، يجعل من العالم الإسلامي ومنه العربي، بشكل خاص، الهدف المفضل، حيث الضعف فيه في أقصى حدوده، في هذا المجال.