الوهم المدمر - إلی أین یتجه عالم الیوم؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلی أین یتجه عالم الیوم؟ - نسخه متنی

موسی الزعبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الوهم المدمر

تعد بدأ وهم مدمر، بعد سقوط جدار برلين، واختفاء الاتحاد السوفياتي، في ظرف غباوة أو بلادة سياسية. وقد أصابت الرؤى الفجائية، بعد عقود زمنية من التدويل، جميع الأذهان بصدمة وشوشتها.

لقد تجلى النظام المتصف باللا حرية، ودون اقتصاد السوق بلا معقوليته المأساوية، وعن نتائجه الطبيعية، من الظلم والجور، فقد أصاب الفكر الاشتراكي، الإرهاق، بطريقة معينة كما أُرهق نموذج التقدم الأيديولوجي المدعي بالتخطيط المطلق للمستقبل والبرمجة للسعادة، بالطريقة نفسها.

وتوضحت أربع قناعات جديدة، في نطاق اليسار، واضعة شروطاً للأمل بتحول المجتمع جذرياً: ما من بلد يستطيع أن يتطور بشكل جدي دون اقتصاد السوق. ويتسبب تأميم وسائل الإنتاج والمبادلات، يتسبب في التبذير والنقص، بصورة منهجية. ثم لا يشكل التقشف لخدمة المساواة، بحد ذاته، برنامجاً كحومة، وأخيراً للحرية الفكرية، وحرية التعبير، شرط ضروري، لبعض الحرية الاقتصادية.

لقد تسبب إخفاق الشيوعية وانحسار الاشتراكية، بالتدمير الأيديولوجي لليمين التقليدي، بطريقة غير مباشرة:" الذي تم اكتشافه من أجل قاعدة عقائدية وحيدة، معاداة الشيوعية" كرست الليبرالية الجديدة ( NEOLINERALISME)، كمنتصر كبير في المجابهة شرق ـ غرب. هذه الدينامية قد شهدت إذن اختفاء خصومها الرئيسين، بعد أن كانت قد كبحتهم، منذ بداية القرن العشرين. تنتشر الآن على المستوى الكوني، مع طاقة تعادل عشرة أضعاف ما كانت عليه في السابق. وهي تحلم بفرض مفاهيمها على العالم، بسبب وَهْمها أو خداعها الخاص، كونها فكراً وحيداً، على الأرض، بالكامل.

ويسمى هذا المشروع في الغزو بـ"العولمة". فهي تنتج عن الترابط الاقتصادي أكثر فأكثر، في جميع البلدان، مع ترابط وثيق مع الحرية المطلقة لانتقال رؤوس الأموال، وعلى إزالة الحواجز الجمركية، وعلى التنظيمات، وتكثيف التجارة، والتبادل الحر، وعلى تشجيع كل ذلك، من قبل البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومن قبل منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، ومنظمة التجارة الدولية.

لقد أقيم حاجز، بين الاقتصاد المالي، والاقتصاد الحقيقي، فمن حوالي الـ

(1500) مليار دولار، التي تمثل العقود المالية اليومية، على المستوى العالمي، هناك (1%) فقط، مخصص لإيجاد ثروة جديدة والباقي هو ذو طبيعة نظرية.

وتترافق هذه الأنظمة العجيبة للنيوليبرليزم، مع انخفاض ذي مغزى لدور الفاعلين العموميين، حتى في البلدان المتطورة جداً.

وقد بدأت بالبرلمانات، وعبرها من المؤسسات الديموقراطية.

كما حدث دمار بيئي، وتفجر في التفاوت،أو عدم المساواة، وبالقوة إلى ظهور الفقر والبطالة ونتائجها الاجتماعية، بصورة حساسة. وإلى ظهور تفجر العنف الاجتماعي، وجنوحية إجرامية وفقدان الأمن. كل ذلك، أخذ يمثل نفياً للدولة الحديثة والمواطنة.

/ 204