تَدَرُّج وشمولية - إلی أین یتجه عالم الیوم؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إلی أین یتجه عالم الیوم؟ - نسخه متنی

موسی الزعبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تَدَرُّج وشمولية

لقد كان من أهداف هذا الانتهاك، الرغبة في الهيمنة، بالتسلسل، شيئاً فشيئاً، وتتلاقى أعمال القمع المباشر وغير المباشر، في العديد من البلدان، عن طريق الممارسات العنيفة، من قبل الأوليغارشية (OLIGARCHIES) ـ الحكم الذي يهيمن عليه جماعة صغيرة همها الاستغلال ـ لكن دون استهداف استقرار الحكم.

فهناك أشكال من القمح الحديث ((المتناهي))، يصلح ليكون نوعاً من ((التقنية)) تستخدمها الجيوش المزودة بأسلحة فائقة التطور، كالتعليمات المختصرة التي ينفذها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، حيث تمارس قواته المسلحة على الفلسطينيين العُزَّل أنواعاً من القتل والتدمير والتعذيب وأعمال الإبادة الجماعية. فيستخدم قنابل خاصة ـ هدية من الولايات المتحدة، راعية حقوق الإنسان ـ ذات انبجاس ((لا تدمر البيوت، لكن تتعامل مع جميع السكان، بتدمير كل شروط الحياة)). كما يقوم ذلك الكيان، بالاغتيالات وباستهداف الشخصيات السياسية القيادية والاجتماعية، باستخدام الطائرات القتالية والمروحيات الأباتشية الأمريكية، أو باستخدام ميليشيات خاصة مدربة على أعمال القتل دون أن يطرف لها رمش عين من قبل المستوطنين المسلحين، الذين لا يخضعون لأية رقابة، ولا لأي نوع من الانضباط لا بل يقومون بما يقومون به، تحت حماية ورعاية الجيش الصهيوني، وأكثرهم من المتعطشين للقتل خاصة بعض الشباب الذين تقل أعمارهم عن السابعة عشرة، وليس لديهم مهمة أخرى، سوى اللعب بكرة السلة، والقيام بهجمات على سيارات الفلسطينيين المارة بالقرب من مستوطناتهم، والاعتداء على ركابها، نساءً وأطفالاً وشيوخاً، فينزلون ركاب هذه السيارات ويقومون بتفتيشها، سواء في أيام الحر أم القر، وقد تدوم أعمال التفتيش ساعات طويلة كعمليات إذلال وإهانة)). إنها أعمال قرصنة مكشوفة، كما يقوم الجيش الصهيوني باستخدام البلدوزرات الثقيلة والخفيفة للقيام بأعمال هدم البيوت، وأحياناً هدم أحياء كاملة وكذلك قلع الأشجار وتدمير المزروعات، فهناك مئات البيوت المدمرة، وأصبح عشرات آلاف الفلسطينيين بلا مأوى وذلك تحت نظر العالم كله.

تجري كل هذه الأعمال من أجل إفناء شعب، أو تدمير إحساساته بالكامل. إنها الأساليب النازية، والفاشية نفسها، والهدف هو الحصول على نتيجة، بأن لا يتمنى السكان الفلسطينيون سوى شيء واحد، بعد اليوم: وقف القمع الدموي. إن اتخاذ شعب بالكامل حقلاً لتجارب العنف والقتل والتدمير، وانتهاك المواثيق الدولية، وحقوق الإنسان، محاولة غريبة، ومن نوع جديد يهدف إلى منعه من امتلاك أرضه، وحكم نفسه بنفسه. هذا الشعب الذي مازال مستمراً بالكفاح، منذ أكثر من خمسين عاماً، ضد الإرهاب الصهيوني وداعميه.

/ 204