تحریر الأحکام الشرعیة علی مذهب الإمامیة

حسن بن یوسف العلامه الحلی؛ ناظر: جعفر السبحانی؛ المحقق: إبراهیم البهادری

جلد 1 -صفحه : 174/ 3
نمايش فراداده

أجزاء ضخام. وأما في الفقه واستنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها التفصيلية فواسطة عقده ومرتكز لوائه، وهو - بحق - ممن لا يقف على ساحله أو يكتفي بظاهره، بل خاض غماره واقتحم لجته فسبر أغواره ووقف على حقيقته. وها نحن الآن بصدد التقديم لكتاب فقهي له (قدس سره) وهو كتاب " تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية " الذي يصفه المؤلف في خلاصته بأنه حسن جيد استخرجنا فيه فروعا لم نسبق إليها مع اختصاره. وقد حقق الكتاب بتحقيق رائع يجاوب روح العصر، وهو على عتبة النشر. والكتاب واحد من مؤلفاته الكثيرة في الفقه، إذ له وراء ذلك موسوعات فقهية وكتب جامعة لعامة أبواب الفقه، منها: 1 - تبصرة المتعلمين في أحكام الدين. 2 - إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان. 3 - قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام. [IMAGE: 0x01 graphic] 1 - نشرته مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) في قم المشرفة. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 8 ] 4 - مختلف الشيعة في أحكام الشريعة. 5 - تذكرة الفقهاء على تلخيص فتاوى العلماء، وذكر قواعد الفقهاء. 6 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب. 7 - نهاية الأحكام في معرفة الأحكام. إلى غير ذلك من الكتب أو الرسائل الفقهية التي خلفها مضافا إلى ما ألفه في مجال أصول الفقه بين مقتضب كتهذيب الأصول، إلى مسهب كنهاية الوصول إلى علم الأصول. ومن تمعن في هذه الكتب يجد أمامه دورات فقهية وموسوعات ضخمة قلما يتفق لأحد أن يقوم ببعضها. وثمة سؤال يطرح نفسه، وهو لماذا قام العلامة بهذا العب ء الثقيل وألف كتبا فقهية مختلفة المنحى والمنهج أسفر عن اختلاف فتاواه وآرائه في كتاب بعد كتاب، فما هو السر وراء ذلك؟ والإجابة على هذا رهن الوقوف على الغايات التي كانت وراء تأليف تلك الكتب. فقد تكرر منه تأليف تلو تأليف في علم واحد لأجل غايات مختلفة، وإليك دراسة هذه الكتب على وجه الإيجاز، لتعلم الغايات المتوخاة منها، وربما يعرب أسماؤها عن الغرض المطلوب. الأول: تبصرة المتعلمين: هذا الكتاب دورة فقهية كاملة موجزة بدون شرح واستدلال طرح فيها [IMAGE: 0x01 graphic] [ 9 ] العلامة آراءه الفقهية وفتاواه في جميع الأبواب. يقول في مقدمته: وضعناها لإرشاد المبتدئين وإفادة الطالبين مستمدين من الله المعونة والتوفيق، فإنه أكرم المعطين، وأجود المسؤولين، ونبدأ بالأهم فالأهم. والكتاب لوجازته وسلاسة ألفاظه صار موضع اهتمام الفقهاء منذ عصر مؤلفه إلى يومنا هذا وتولوه بالشرح والتعليق، وقد كان في سالف الزمان كتابا دراسيا، وذكر شيخنا المجيز في الذريعة ما يقارب 35 شرحا وتعليقا عليه، ومن أحسن الشروح إيضاحا شرح استاذنا الكبير الشيخ محمد علي التبريزي المعروف بالمدرس، وقد طبع الجزء الأول منه والجزء الثاني لم ير النور، عسى الله أن يشحذ الهمم بغية نشر الباقي. الثاني: إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان: وهي دورة فقهية كاملة غير استدلالية للفقه الإمامي من الطهارة إلى الديات، ويعد من الكتب الفقهية المعتمد عليها. يعرفه مؤلفه في خلاصته بأنه حسن الترتيب (1). وقال شيخنا الطهراني: هو من أجل كتب الفقه وأعظمها عند الشيعة، ولذلك تلقاها علماؤهم بالشرح والتعليق عبر القرون من عصر مؤلفه إلى يومنا هذا، وقد أحصى مجموع مسائله في خمس عشرة ألف مسألة، فرغ منه سنة 676 ه‍ أو 696. (2) والكتاب بالنسبة إلى ما سبقه أشبه بالمفصل إلى المجمل، فقد بسط القول [IMAGE: 0x01 graphic] 1 - كما في أمل الأمل: 2 / 84، ولم ترد هذه الكلمة في الخلاصة المطبوعة. 2 - الذريعة: 13 / 73 و 1 / 510. [IMAGE: 0x01 graphic] [ 10 ] فيه أكثر مما ورد في الأول، ألف الأول للمتعلمين المبتدئين ثم ألف هذا لمن ارتقى مرتبة من العلم. وقد ذكر شيخنا الطهراني في موسوعته أسماء 36 شرحا وتعليقة على الكتاب (1)، وأنهاها محقق كتاب إرشاد الأذهان في تقديمه إلى 51 شرحا وتعليقة (2). الثالث: قواعد الأحكام في مسائل الحلال والحرام: وهو من الكتب المتداولة المشهورة، وقد ذكر فيه من القواعد ما يناهز 660 قاعدة في الفقه، لخص فيه فتاواه وبين قواعد الأحكام، ألفه بالتماس ولده فخر المحققين، وفرغ منه عام 693 ه‍ أو 692 ه‍ (3). وذكره في خلاصته باسمه ولم يصفه بشئ. لكن وصفه في أوله بقوله: هذا قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام لخصت فيه لب الفتاوى خاصة، وبينت فيه قواعد أحكام خاصة، إجابة لالتماس أحب الناس إلي وأعزهم علي، وهو الولد العزيز محمد الذي أرجو من الله طول عمره بعدي وأن يوسدني في لحدي (4). وفي آخر الكتاب وصية